سخر مقال نشره موقع “ديلي بيست” (The Daily Beast) الأميركي من محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على جريمة دفع أموال للنجمة الإباحية ستورمي دانييلز، وعدم محاكمة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني وهنري كيسنجر وغيرهم من الرؤساء وكبار المسؤولين على الجرائم الأكبر بكثير من جريمة ترامب هذه.
وقال كاتب المقال بن بورخيس أستاذ الفلسفة بجامعة جورجيا إنه يرحب بمحاكمة ترامب، ويطالب بأن يخضع الرؤساء الحاليون والسابقون للقانون مثل ما يخضع له كل الناس في أميركا أو خارجها.
لماذا لا يُحاكم بوش على غزو العراق؟
وأوضح أنه يطالب بمحاكمة جورج دبليو بوش ومن كان معه في السلطة وقرروا غزو العراق، مشيرا إلى أن ذلك الغزو لم يكن مجرد خطأ، بل جريمة جنائية وأخلاقية، إذ عرّض أمة بأكملها للقصف العنقودي والغزو والاحتلال لسنوات ضد إرادة غالبية سكانها بسبب الادعاءات حول “أسلحة الدمار الشامل” التي لم تدعمها أي أدلة ذات معنى.
وأضاف أنه حتى لو كان هناك أي سبب للاعتقاد بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان لديه أسلحة دمار شامل، فإن فكرة أنه كان يخطط لمشاركتها مع أعدائه اللدودين في تنظيم القاعدة، كانت دائما فكرة خيالية ولا يمكن تصورها.
لا سبيل للمقارنة
وأعرب بورخيس عن استغرابه لمقارنة جريمة دفع أموال لإسكات امرأة إباحية بالجرائم التي ارتكبها بوش وأعوانه، والتي أدت إلى قتل مئات الآلاف وتقطيع أوصالهم، وإلى تشريد الملايين من ديارهم، وإلى موجات من الفوضى وإراقة الدماء التي اجتاحت المنطقة لعقود، مما أدى مباشرة إلى فظائع جديدة مثل صعود (تنيظم الدولة الإسلامية) “داعش”.
ولفت الكاتب إلى أن عفو الرئيس الأميركي الأسبق جيرالد فورد (1974-1977) غير المشروط عن الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون (1969-1974)، كان بمثابة إشارة خطيرة مفادها أن الرؤساء السابقين فوق القانون، مضيفا أن عفو الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عمن ارتكبوا أعمال تعذيب لمعتقلي تنظيم القاعدة في عهد بوش الابن عزّز ما قام به فورد.
الكيل بمكيالين
واستمر بورخيس يقول إن بوش هو مجرد واحد في سلسلة طويلة من الرؤساء الخارجين على القانون الذين لم يواجهوا العدالة. فريتشارد نيكسون، على سبيل المثال، نقل عبر وزير الخارجية في عهده هنري كيسنجر إلى البنتاغون التوجيه السيئ السمعة “قصف أي شيء يطير وأي شيء يتحرك” أثناء قصف نيكسون غير القانوني لكمبوديا، ولم يُحاسب نيكسون قط، ولا يزال كيسنجر يُعامل حتى يومنا هذا على أنه رجل دولة محترم كبير السن.
وذكر الكاتب أن ترامب نفسه ارتكب جرائم أسوأ من أي من الجرائم التي يخضع حاليا للتحقيق بشأنها. على سبيل المثال، زاد ترامب بشكل كبير معدل ضربات الطائرات من دون طيار، على الرغم من أن مثل هذه الضربات كثيرا ما تقتل المدنيين الذين يعيشون في دول ليست الولايات المتحدة في حالة حرب معها.
وختم بأن أسوأ ما في الكيل بمكيالين والأكثر إزعاجا هو عدم الاكتراث مطلقا بالأجانب الذين يعيشون في بلدان بعيدة وفقيرة وغير مهمة جيوسياسيا، ويُحرقون حتى الموت كما في اليمن وكمبوديا والعراق.