مع اقتراب عيد الفصح اليهودي، يزيد رجال الدين المتطرفون من اقتحاماتهم لساحة المسجد الأقصى، وسط دعوات وتشجيع من ناشطي حركة “العودة إلى المعبد” لتقديم قرابينهم في ثالث أقدس مسجد للمسلمين بعد الحرمين المكي والمدني، في انتهاك صارخ للوضع الراهن، وفي مشهد أصبح يتكرر عاما بعد عام منذ عام 2021.
وقالت صحيفة “ليبيراسيون” (Liberation) الفرنسية إن عيد الفصح يوافق منذ عامين شهر رمضان وذلك أدى إلى زيادة الشرطة الإسرائيلية إجراءاتها حول المكان، في وقت كثف فيه الفلسطينيون من حضورهم وسط مخاوف من محاولات الأصوليين اليهود تقديم قرابينهم في ساحات المسجد.
ويتزامن ذلك مع دعوة ناشطين من حركة “العودة إلى المعبد” أعضاءها إلى إحضار قرابينهم وذبحها في الساحة، الأمر الذي دفع مئات المصلين إلى التجمهر في المسجد القبلي خوفا من أن يستغل المتطرفون ساعات الصباح لتدنيس المسجد، وتدخلت الشرطة بالقنابل الصوتية وقاذفات الرصاص المطاطي والهراوات، وقامت باعتقال مئات الشبان قبل إطلاق سراح معظمهم في الصباح.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلها في القدس صموئيل فوري- إلى أن إدارة الأوقاف الإسلامية ترى أن إسرائيل تعمل تدريجيا على كسر الوضع الراهن في الأقصى، وأن الفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد الجماعات اليهودية المتطرفة التي تدخل المسجد على حق وأن الشرطة الإسرائيلية ليست مخوّلة بطردهم، بل الواجب عليها هو منع هذه الجماعات المتطرفة التي تعمل من أجل بناء معبد يهودي وتدمير المسجد من الوصول إلى الحرم.
وحسب المراسل، لم يمر تدخل الشرطة الإسرائيلية بسلام، حيث أطلقت حماس والجهاد الإسلامي قرابة 15 قذيفة من غزة باتجاه محيطها، وسقط صاروخ في مصنع للتعبئة، في رد فعل يذكر بالتصعيد في مايو/أيار 2021، بعد تدخل عنيف من قوات الأمن الإسرائيلية أدى إلى إصابة 500 شخص أثناء إخلاء الساحة في نهاية شهر رمضان، تلته حملة عسكرية استمرت 11 يوما.
وقال القيادي في حماس صالح العاروري إن العدوان الإسرائيلي على مصلين في المسجد الأقصى جريمة شنعاء، وإن “الشعب الفلسطيني وقوات المقاومة سيردون بكل قوتهم”.