رأى سليم بريك الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الأزمة الداخلية في إسرائيل تعكس الشرخ العميق بين قوى يمينية متشددة ومتطرفة وأخرى ليبرالية، فضلا عن الفاشية التي تتطور داخل المجتمع الإسرائيلي ودكتاتورية تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو.
وأغلق متظاهرون إسرائيليون الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ضمن تحركات احتجاجية تحت عنوان “مقاومة الدكتاتورية” ترفض مشروع الحكومة لتعديل النظام القضائي، في سياق أزمة داخلية تتزامن مع تصعيد إسرائيلي دامٍ ضد الفلسطينيين، يتجاهل دعوات أميركية وغربية للتهدئة، صدر أحدثها عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة حالية لإسرائيل.
وتحدث بريك -في حديثه لحلقة (2023/3/9) من برنامج “ما وراء الخبر”- عن فاشية تتطور داخل المجتمع الإسرائيلي وتتأثر بالاحتلال، وعن شعبوية يمينية، بين اليهود المتدينين “الحريديم” الذين لا يريدون الديمقراطية وبين الصهيونية الدينية التي تريد السيطرة الإسرائيلية على كل شيء.
وأشار إلى قلق الإسرائيليين من الهجوم على مؤسسة القضاء، قائلا إن الدكتاتورية تبدأ بالهجوم على القضاء، وحدث ذلك في أوروبا الشرقية وفي تونس.
وكان نتنياهو اتهم المعارضة الإسرائيلية بالسعي للإطاحة بحكومته من خلال اعتماد أسلوب الفوضى. وهو اتهام رد عليه زعيم المعارضة يائير لبيد بأن وصف نتنياهو بالكاذب، والذي يترأس فريقا حكوميا يعمل على تحويل إسرائيل إلى دولة متطرفة وغير ديمقراطية.
وتشهد إسرائيل منذ أكثر من شهرين مظاهرات متصاعدة أسبوعيا للضغط على الحكومة للتراجع عن خطط تقليص صلاحيات القضاء الإسرائيلي لصالح السلطتين التشريعية والتنفيذية.
المتظاهرون هم نخبة خسرت الانتخابات
وفي المقابل، ربط مردخاي كيدار -وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان والباحث في شؤون الشرق الأوسط- الأزمة الداخلية في إسرائيل بما اعتبره تحركات اليسار الذي خسر الانتخابات للتحكم بمقاليد الدولة عبر منظومة القضاء.
وأضاف أن المتظاهرين في الشوارع هم النخبة التي خسرت الانتخابات مرة تلو الأخرى، وهي تحتج لأن السلطة تفلت من أيديها. مؤكدا أن هناك مشكلة توازن بين الكنيست والحكومة والمنظومة القضائية في إسرائيل.
ومن جهة أخرى، انتقد كيدار ما وصفها بالتدخلات الأميركية “السافرة” في الشؤون الداخلية لإسرائيل، متحدثا عن ضغوط تمارسها واشنطن على حكومة نتنياهو.
غير أن بريك – وهو أيضا محاضر في العلوم السياسية من الناصرة- استبعد وجودَ ضغوط أميركية على حكومة نتنياهو، ورأى أنّ واشنطن تعطي مليارات الدولارات لإسرائيل وتحميها أمنيا وإستراتيجيا، وتحميها من نفسها.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن وزير الدفاع الأميركي أوستن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو” متانة الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين”، وأعرب عن رغبة واشنطن في تعميقها؛ كما أكد أوستن في لقائه نتنياهو على التزام بلاده الصارم بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري النوعي.