قال المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس في تصريحات خاصة لـ”العربية”، اليوم الثلاثاء، إن القوى المدنية وضعت معايير موضوعية لاختيار رئيس الوزراء، موضحا أنه متفائل بعودة الكتل المقاطعة إلى العملية السياسية.
وأضاف بيرتس أن الآلية الثلاثية لن تتدخل في اختيار رئيس الوزراء، مشيرا إلى أن المواجهة بين الجيش والدعم السريع واردة لكن غير مرجحة.
وقال المبعوث الأممي للسودان إن إصلاح المؤسسة العسكرية يحتاج لأكثر من 6 سنوات، ودمج الدعم السريع داخل الجيش يحتاج أكثر من 5 سنوات.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، الذي يرأس بعثة المنظمة الدولية لدعم المرحلة الانتقالية (يونيتامس)، قد عبر الأسبوع الماضي عن تفاؤله حيال فرص تحقيق تقدم على مسار العملية السياسية، مؤكداً أن السودان أصبح “أقرب من أي وقت مضى” للتوصل إلى حل رغم استمرار التحديات.
وقال بيرتس في إحاطته أمام مجلس الأمن، إن الأطراف السودانية أقرب ما تكون الآن للتوصل إلى تسوية سياسية والعودة إلى الحكم المدني، مشيراً إلى الاتفاق الذي وقّعه الجيش السوداني وشريحة واسعة من الأطراف المدنية فيما عُرف بـ”الاتفاق الإطاري” في ديسمبر الماضي. ورأى بيرتس أن تلك كانت لحظة مهمة أذنت بمرحلة جديدة للعملية السياسية التي تهدف إلى التحوّل نحو الحكم المدني الديمقراطي وفترة انتقالية جديدة.
ووقّعت الأطراف العسكرية –الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الاتفاق الإطاري مع التحالف الرئيسي للمعارضة “الحرية والتغيير”، بالإضافة إلى قوى سياسية ومهنية أخرى، لبدء مرحلة انتقالية تستمر لمدة عامين وتُختتم بإجراء انتخابات، فيما يتخلى العسكريون عن العمل السياسي ويعودون إلى ثكناتهم.
وعرض بيرتس الجهود التي بذلتها بعثة “يونيتامس” خلال الأشهر الماضية في عقد مؤتمرات عدة لبحث القضايا الخلافية العالقة ولإشراك أكبر عدد من الأطراف في النقاشات. وأوضح أن جلسات هذه المؤتمرات ضمت مئات النساء والرجال والشباب الذين جاء معظمهم من خارج العاصمة ممثلين لطيف اجتماعي ومهني وسياسي واسع.
وكشف المسؤول الأممي أن بعض من أعلنوا رفضهم للعملية السياسية، انضموا لاحقاً إلى هذه المؤتمرات، مشيراً إلى أن الكثير من مجالات التوافق ظهرت في تلك المشاورات، ومنها على سبيل المثال قضية شرق السودان، حيث تحققت انفراجة بالاتفاق على إقامة منتدى يمهد الطريق للمصالحة في ذلك الإقليم. وأكد بيرتس أن المشاورات كانت “سودانية خالصة”، وأن الأمم المتحدة عملت بنشاط على تسهيلها بالتعاون مع شريكيها في “الآلية الثلاثية”، وهما الاتحاد الإفريقي وهيئة “الإيقاد”.