قبل أيام عاد مصطلح “متلازمة هافانا” للظهور في نشرات الأخبار العالمية لاسيما الأميركية منها، والمتلازمة عبارة عن أعراض صحية بدأت تصيب موظفي السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا منذ عام 2016، فما قصتها؟
وتابع برنامج “المرصد” (2023/3/13) جانبا من قصة “متلازمة هافانا” التي شغلت الصحافة لسنوات، والمسار الزمني للعلاقات الدبلوماسية المتوترة بين الجارتين الولايات المتحدة وكوبا منذ أواسط القرن الماضي، وتمثلت أعراض هذه المتلازمة في الطنين القوي في الأذنين والغثيان والإجهاد والصداع الشديد.
ومنذ ذلك الحين نسجت وسائل الإعلام ومحللون وأطباء نظريات عدة عن سلاح غير تقليدي يعمل بالموجات الصوتية يستخدمه أحد أعداء الولايات المتحدة. وعلى مدى سنوات أجريت أبحاث طبية عدة، وقامت الاستخبارات الأميركية بتحقيقات ميدانية دقيقة لفك هذا اللغز.
ولكن من بداية مارس/آذار الجاري، رُفعت السرية عن تقرير لمجلس الاستخبارات القومي الأميركي، الذي يضم وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” (CIA) وأجهزة أمنية أخرى، خلص إلى عدم الاشتباه بأي عمل عدائي لأي قوة خارجية.
وعلى الرغم من أنه في العام 2016 تم الإعلان عن أعراض مشابهة للمتلازمة أصابت موظفين في سفارات أخرى، فإن الإعلام الأميركي اختار حينها -إيمانا منه بنظريات المؤامرة- أن يتحدث عن عمل عدائي استهدف الدبلوماسيين والأمنيين الأميركيين دون غيرهم في العاصمة الكوبية هافانا.
وتاريخيا لم تكن العلاقات الأميركية الكوبية مثالا للصداقة بين جارتين، إذ افتتحت الدولتان سفارتيهما للمرة الأولى عام 1923، إلا أن انتقال السفارة الأميركية في هافانا إلى مبناها الحالي الشهير لم يحصل إلا بعد 3 عقود، وسرعان ما تم إدخالها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض الحصار في بداية الستينيات.
وفي العام 2015 وقع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أمرا تنفيذيا باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وإعادة فتح سفارة بلاده في هافانا وقيامه بعدها بزيارتها أواخر مارس/آذار 2016. وبعد تلك الزيارة بفترة قصيرة، أعلن عن ظهور أعراض صحية غريبة لدى بعض الدبلوماسيين ورجال الاستخبارات العاملين في السفارة.