اذا تم اعتقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لمحاكمته بتهمة شراء صمت نجمة الأفلام الإباحية الأميركية Stormy Daniels بمبلغ 130 ألف دولار قبل 6 سنوات، فستعود ذاكرة المؤرخين 150 سنة الى الوراء، للاطلاع في الأرشيفات عن الوحيد الذي تم اعتقاله بين رؤساء الولايات المتحدة، وهو Ulysses S. Grant المهورة صورته منذ 1913 على ورقة الخمسين دولارا، والراحل في 1885 ضحية بعمر 63 عاما لسرطان بالحنجرة عانى منه الكثير.
اعتقله ضابط شرطة من السود، روت قصته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية بتقرير نشرته في 16 ديسمبر 2018 بعنوان “الشرطي الوحيد الذي اعتقل رئيسا” وأطلعت عليه “العربية.نت” في موقعها، وهو William H. West الذي روى تفاصيل ما حدث في مقابلة نشرتها صحيفة The Washington Star في 27 سبتمبر 1908 معززة بصورته، كما بصورة للرئيس “أوليسيس غرانت” ممتطيا حصانه.
ملخص ما ورد بتقرير الصحيفة ذلك العام، أن قيادة الشرطة في واشنطن، تلقت في 1872 شكاوى عن عربات تقودها جياد ويسرع سائقوها بطريقة جنونية وعشوائية كيفما كان، الى درجة أن احداها دهست امرأة وطفلها، وأصابتهما بتشوهات.
وكان أشهر المولعين بقيادة العربات بسرعة، الرئيس غرانت نفسه، فتم تكليف الضابط “وست” بالتحقق مما يري، وفي احدى المرات التي كان يتحدث فيها الى شهود عيان، مر الرئيس بعربته التي تجرها خيول، مسرعا كالعادة، فعرفه وست وأوقفه، فقال له الرئيس: OK.. ما الذي تريده مني أيها الضابط”؟
أجابه: “أريد أبلاغكم سيدي الرئيس، بأنك تنتهك القانون بالإسراع في هذا الشارع، لأن قيادتك السريعة (تصبح) قدوة لكثير من المسؤولين” فرد الرئيس وقال: “أنا آسف” ثم مضى لشأنه. الا أنه ظهر في اليوم التالي وهو يقود العربة بسرعة مجددا.
ومجددا أوقفه ويست وقال له: “اعذرني سيدي الرئيس، عليّ القيام بذلك، أنت رئيس الأمة وأنا مجرد شرطي، لكن الواجب واجب. أنا مضطر لاعتقالك” تم نقله إلى مركز للشرطة، فرض عليه 20 دولارا كغرامة (تساوي 450 حاليا، وفقا لحسبة واشنطن بوست) ثم تم عقد جلسة ضد من تم اعتبارهم مدمنين على السرعة، وبينهم الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، الا أن غرانت لم يحضرها.