تشهد ليبيا هذه الأيام تقارباً عسكرياً متزايداً بين القادة العسكريين والأمنيين في شرق البلاد وغربها، في خطوة قد تقود إلى توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وتؤدي إلى تحقيق توافقات بين القوى المتصارعة تمهيدا لإجراء الانتخابات.
وفي أحدث لقاء عسكري بين الطرفين، التقى أعضاء اللجنة العسكرية 5+5 التابعة للجيش الليبي، مساء أمس الأحد، مع آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي في مدينة الزنتان غرب البلاد، بحضور عسكريين من العاصمة طرابلس.
من لقاء أمس
ويأتي هذا اللقاء، بعد أسبوع من اجتماع قيادات عسكرية وأمنية بارزة في معسكري شرق وغرب البلاد، برعاية البعثة الأممية احتضنته العاصمة طرابلس، اتفقوا خلاله على “دعم جهود إجراء انتخابات وتشكيل حكومة موحدة”، وكذلك “مواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة”.
وبعد طرابلس والزنتان، تستعدّ مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد، لاحتضان اجتماع مماثل خلال الأيام المقبلة، لاستكمال مناقشات توحيد المؤسسات الأمنية والمرتزقة الأجانب ورفض التدخل الأجنبي، بالإضافة إلى تأمين الانتخابات.
ورحبت عدّة أطراف محليّة وخارجية بهذا التقارب العسكري في ليبيا، وعبّرت أن أملها في أن يؤدي ذلك إلى وقف تردّي الوضع الأمني في البلاد ويقود نحو إجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام.
وفي تصريح لـ”العربية.نت”، يصف المحلّل والناشط السياسي الليبي فرج فركاش هذا النشاط والتقارب العسكري بين شرق وغرب البلاد، بـ”الخطوة في الاتجاه الصحيح ما دامت تخدم مصلحة ليبيا ووحدتها وأمنها”، مضيفا أن مثل هذه اللقاءات “تكسر حاجز انعدام الثقة وتجتاز حاجز العداوات السابقة والمفتعلة”، مشيرا إلى أنّ توحيد الجهود الأمنية والعسكرية، سيؤدي إلى خلق أرضية لإجراء الانتخابات وسيكون من أهمّ المفاتيح لتحقيق الاستقرار وإحراز تقدمّ على المستوى السياسي.
ويرى فركاش أنّ التركيز على المسار العسكري في هذه الفترة، هو “نوع من الضغوطات التي يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي لسحب البساط من الأطراف التي تقول إن الوضع الأمني غير مناسب لإجراء الانتخابات، والضغط على المجلس الأعلى للدولة والبرلمان”.
ويعدّ هذا التقارب العسكري بين الشرق والغرب، أهم تقدم باتجاه توحيد ليبيا ومؤسساتها، خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تعيش على وقع انقسام منذ أكثر من 7 سنوات بين ميليشيات مسلحة وكتائب عسكرية متنافسة وأجهزة أمنية في الغرب الليبي، وجيش موحد في شرق البلاد، انعكس سلبا على الوضع الأمني في ليبيا.