“حكومة نتنياهو قد تتسبب في زعزعة استقرار الأردن وتقويض اتفاقات أبراهام، وتضع إسرائيل على شفا حرب أهلية”.
قال الكاتب الصحفي الأميركي البارز توماس فريدمان إن ما يجري في إسرائيل كشف عن حقيقة جديدة مقلقة للولايات المتحدة، هي أنها تتعاطى لأول مرة مع زعيم إسرائيلي غير عقلاني، ويمثل خطرا على المصالح والقيم الأميركية المهمة، فضلا عن خطره على إسرائيل.
ورأى فريدمان أن ما يحدث يستدعي إعادة تقييم فورية من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن واللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في أميركا لموضوع الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار فريدمان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية، إلى أن تطمينات نتنياهو بشأن سلامة الديمقراطية في إسرائيل ووعوده بالحفاظ على السياسة الخارجية لإسرائيل وسياساتها التقليدية كما هي رغم حلفائه المتطرفين اليهود في الحكومة، تبين أنها كانت كاذبة.
وقال إنه “منذ اليوم الأول، كان واضحًا لكثيرين منا أن هذه الحكومة الإسرائيلية ستتجرأ على أمور لم يجرؤ عليها أحد من قبل. وفي غياب حواجز أمان حقيقية، فإنها قد تأخذ الولايات المتحدة ويهود العالم عبر خطوط حمراء لم يتخيلوا عبورها أبدًا”.
وأضاف أن حكومة نتنياهو قد تتسبب في “زعزعة استقرار الأردن واتفاقات أبراهام، والقضاء على الأمل بحل الدولتين، ووضع إسرائيل على شفا حرب أهلية في الذكرى 75 لتأسيسها”.
ورأى أن الحكومة اليمينية تعتبر السيطرة على المحكمة العليا الإسرائيلية المفتاح الأول لتنفيذ أجندتها، حيث تمثل العائق الشرعي المستقل الوحيد لطموحات نتنياهو وشركائه في الائتلاف المتطرف، وهي تسعى لذلك الآن بذريعة “الإصلاحات القضائية”.
وأشار فريدمان إلى أن نتنياهو اضطر لتعليق الإصلاحات القضائية خشية حرب أهلية، بعد الثورة غير المسبوقة التي شهدتها إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي شارك فيها قطاع عريض من المجتمع الإسرائيلي والقوات المسلحة، كما شارك فيها بعض أعضاء حزب نتنياهو.
وقال إن نتنياهو عرض تعليق جهود السيطرة على القضاء، وأعطى مهلة لنحو شهر لإتاحة الفرصة لمفاوضات مع المعارضة، للنظر فيما إذا كان بالإمكان التوصل إلى حلّ وسط.
“ولكن بغض النظر عما سيحدث، فإنّ من الواضح أن نتنياهو أصبح مثالا للقائد غير العقلاني فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، ولم يعد بإمكاننا التنبؤ بسلوكه، ولا ينبغي للرئيس بايدن أن يثق في كلامه”.
وأضاف أن على الولايات المتحدة التأكد من أن نتنياهو لن يستخدم الأسلحة الأميركية للدخول في حرب يختارها مع إيران أو حزب الله اللبناني، دون تأييد كامل ومستقل من القيادة العسكرية الإسرائيلية العليا التي عارضت انقلابه القضائي.
وخلص فريدمان إلى أن الوقت قد حان لأن توضح الحكومة الأميركية والكونغرس وجماعات الضغط اليهودية بأميركا، الذين لطالما دعموا نتنياهو، أنهم يقفون في صف الإسرائيليين الذين خرجوا إلى الشوارع الأسبوع الماضي لضمان ألا تكون الذكرى 75 للديمقراطية الإسرائيلية هي الأخيرة.