وصف ناشطون مقدسيون الليلة الماضية التي مرَّ بها المسجد الأقصى بالليلة الصعبة، بعد ما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحامه والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه واعتقالهم. فما الحسابات الداخلية والخارجية التي تدفع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى استفزاز مشاعر الفلسطينيين؟
وجاء التصعيد في المسجد الأقصى بتشجيع من جماعات يهودية متطرفة. وفيما قالت السلطة الفلسطينية إن ممارسات حكومة نتنياهو ستشعل الحرائق في المنطقة، توعدت الفصائل الفلسطينية بالرد على ما وصفته بالجريمة غير المسبوقة بحق الأقصى.
حرب كبرى
وفي تحليل لاعتداءات الأقصى، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ران إدلست -في برنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/5)- إن ما يحدث في الأقصى مرتبط بأحداث الداخل الإسرائيلي، فتل أبيب عالقة في حروب داخلية وخارجية، إذ تعيش فوضى داخلية وخلافا بشأن مسار التحول نحو الدكتاتورية أو التوجه إلى الديمقراطية الليبرالية، مشددا على أن التصعيد في القدس ليس “مزحة” وقد يؤدي إلى حرب كبرى.
وشدد على أن ما وصفه بالحرب الكبرى التي قد تحدث بين إسرائيل وجيرانها، بما فيهم لبنان وسوريا وغزة والضفة والغربية، لن تكون حربا على الأرض، بل ستعتمد على الصواريخ والصواريخ المضادة، وستكون محاولة لإنجاز أكبر قدر ممكن من حيث الضحايا ودمار البنى التحتية.
من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن هذه المرحلة تقودها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تحاول أن تلملم صورتها المشتتة داخل وخارج تل أبيب، فيما تسعى حكومة نتنياهو لخلق نوع من التوتر في شهر رمضان الكريم، في محاولة منها لاستعطاف كل القوى اليمينية في العالم، من خلال الترويج للإسلامفوبيا، لتجر الصراع إلى اتجاه ديني لا قومي. كما اتهم الحكومة الإسرائيلية الحالية بتكثيف الاقتحامات لتكون بمثابة ورقة رابحة لها في الانتخابات القادمة.
أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، فاعتبر أن الحكومة الإسرائيلية تقع تحت محددات رئيسية، من أهمها تعاظم دور اليمين الديني فيها من خلال حركات تدفع نحو إكمال إستراتيجية حسم الصراع في فلسطين.
كما أشار إلى أن مكانة نتنياهو تراجعت بشكل كبير بعد تراجعه عن التعديلات القضائية إثر ضغط الداخل الإسرائيلي، ولذلك فهو معني بهذا التصعيد من خلال فرض أجندة أمنية تقلص التركيز على مسألة الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية في تل أبيب.
جريمة غير مسبوقة
وفي ردّ الفعل الفلسطيني، اعتبرت السلطة الفلسطينية أن ما يقوم به الاحتلال من مساس بالمقدسات يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن ما يجري في الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة، وسيكون لها ما بعدها.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الموقف.
في المقابل، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى شن ما سماها عملية “السور الواقي 2” في الضفة الغربية، وأن تبدأ بنابلس وجنين.
بينما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن أحداث الأقصى زادت التوتر في غزة والضفة، في إشارة إلى قصف سديروت بصواريخ وغارات شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع في قطاع غزة.