أعلن حزب “الشعب الجمهوري” التركي وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا عن تعرّض مقرّه في مدينة إسطنبول ثاني أكبر مدن البلاد لهجومٍ مسلّح في وقتٍ مبكّر من صباح، اليوم الخميس، وفق ما أفادت مسؤولة رفيعة من الحزب الذي يعارض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يتزّعمه.
وقالت جانان كفتانجي أوغلو، رئيسة فرع حزب المعارضة الرئيسي في إسطنبول: “عند حوالي الساعة الخامسة صباحاً اليوم وقع هجوم مسلّح يُعتقد أنه كان يستهدف المقرّ الرئيسي لحزبنا في إسطنبول والواقع في منطقة سيران تبّه على الطريق السريع”.
06.04.2023 (bugün) saat 05.00 sularında TEM Otoyolu Seyrantepe mevkiinde bulunan CHP İstanbul İl Başkanlığımıza yönelik düzenlendiği düşünülen bir silahlı saldırı gerçekleşmiştir.
— Canan Kaftancıoğlu (@Canan_Kaftanci) April 6, 2023
وأضافت في تغريدةٍ على حسابها الرسمي على موقع “تويتر” أن “مشاهدات ضابط الشرطة المناوب في المبنى والحارس الأمني الخاص بيّنت أنه تمّ إطلاق 6 أو 7 طلقات في موقع الحادث”، مشيرة إلى أنه “لم يتمّ العثور على الرصاصة التي أصابت المبنى، لكن تمّ العثور على رصاصتين من عيار 9 ملم على جانب الطريق الذي يؤدي لمقرّ حزبنا”.
وبحسب القيادية في حزب “الشعب الجمهوري”، فإن النيابة العامة في إسطنبول تواصل التحقيقات بشأن الهجوم، وأنها ستقدّم المزيد من المعلومات حال ورودها.
وأكّد مكتب حاكم ولاية إسطنبول في بيانٍ أدلى به، حدوث إطلاق النار، بالقرب من مقرّ فرع حزب “الشعب الجمهوري” في الولاية، لكنه لم يعتبر أن ما جرى كان “هجوماً” يستهدف مقرّ الحزب المعارض.
وكشف مكتب الولاية أن “صور كاميرات المراقبة التي حصلنا عليها أظهرت أن إطلاق النار تمّ من مركبة كانت مسرعة على الطريق السريع”، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.
ومع ذلك اعتبرت اوزغه مومجو، المسؤولة الإعلامية في حزب المعارضة الرئيسي لـ”العربية.نت” أن “الهجوم متعمّد”.
وقالت لـ “العربية.نت” إن “الهجوم الذي تمّ صباح اليوم لم يتسبب بأي أضرار بشرية”، مؤكّدة أن “حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير مستهدفان، لذلك باعتقادي، فقد كان الهجوم مدبّراً”.
ووفق أكثر من مصدر من الحزب المعارض فإن توقيت الهجوم الذي تمّ قبل 38 يوماً من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد، “يثير الكثير من الأسئلة”، لاسيما أن هجماتٍ مماثلة حصلت خلال انتخابات عام 2015، الأمر الذي لا يرغب الحزب بتكراره مجدداً خلال الانتخابات المقبلة.
ويوم الجمعة الماضي تعرّض مقرّ حزب “الخير” اليميني الذي يُعرف أيضاً باسم “الجيد” و”الصالح” لهجومٍ مماثل، حيث اُستهدِف مقرّه الرئيسي في إسطنبول أيضاً برصاصتين دون أن تتسببا بأضرارٍ بشرية.
وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية يوم 14 مايو/أيار المقبل وسط تحدّيات كبيرة أبرزها التداعيات الناجمة عن الزلزالين المدمّرين اللذين ضربا جنوب البلاد يوم السادس من فبراير/شباط الماضي وخلّفا آلاف القتلى ودماراً هائلاً في البنى التحتية.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشّحين، هم الرئيس الحالي أردوغان، وكمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب “الشعب الجمهوري”، ومرشّح تحالف “الطاولة السداسية”، إلى جانب المرشّح الرئاسي السابق محرم إينجه وسنان أوغان عن تحالف “الأجداد”.