كشف تقرير -نشرته صحيفة نيزافيسيمايا الروسية- أن إعلان الرئيس فلاديمير بوتين، أن موسكو وبكين لا تُشكّلان تحالفا عسكريا، ونفيه وجود معاملات سريّة في إطار التعاون العسكري التقني، كان بمثابة جواب عن السؤال الرئيسي الذي يقض مضجع الغرب بشأن زيارة الرئيس شي جين بينغ الأخيرة إلى موسكو.
وزاد بوتين الأمر تأكيدا بنفيه نيّة تحويل البلاد إلى قاعدة حراسة للصين في أوروبا وإنشاء تحالف مناهض لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وفق ما أوردت نيزافيسيمايا.
وبحسب التقرير، فإن ما صرح به بوتين خالف بشكل كامل توقعات العديد من المعلّقين سواء داخل روسيا أو خارجها، من أن زيارة الرئيس الصيني تطرقت إلى مواضيع تهدد مصالح الغرب وعلى رأسها توريد الأسلحة إلى روسيا، وإنشاء جبهة مشتركة معادية للغرب، والضغط على الكرملين لإقناعه بسحب القوات العسكرية من أوكرانيا.
ورأى موقع الصحيفة الروسية الإلكتروني -من خلال التقرير- أن تصريح الرئيس يكشف أيضا أن إمكانية إنشاء تحالف عسكري بين بكين وموسكو مستبعدة.
وبخصوص المناورات البحرية “حزام الأمن البحري 2023” التي أجريت بخليج عُمان بين 15 و19 مارس/آذار الجاري بمشاركة روسيا والصين وعدد من الدول بما في ذلك إيران، أوضح التقرير أن بوتين أراد إيصال رسالة مفادها أن روسيا تواصل التدريبات المشتركة مع الصين ودول أخرى رغم ما يجري في أوكرانيا.
وذكر الموقع الروسي أن الخوف الرئيسي المتعلق بزيارة الرئيس الصيني للبلاد يرتبط بإمكانية اتحاد موسكو وبكين على أساس مناهضة الغرب ومعاداة الولايات المتحدة.
قاعدة للصين بأوروبا؟
وتحدث التقرير عن محاولة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر إقناع الرأي العام بغياب الدعائم التي تثير هذا الخوف، حيث أكد أنه من مصلحة بلاده التخلّص من موسكو بعيدا عن الصين من خلال الصراع الروسي الأوكراني الذي يحتاج الغرب إلى تسويته بطريقة أو بأخرى.
وتابع “إذا كنا لا نريد تحوّل روسيا إلى قاعدة حراسة للصين في أوروبا، نحتاج إلى إيجاد مكان لأوكرانيا ومكان لروسيا”.
ونقل موقع نيزافيسيمايا -عن يوري روجوليف مدير مؤسسة فرانكلين روزفلت للدراسات الأميركية بجامعة موسكو- قوله إن كيسنجر لا يطرح فكرة جديدة فكثيرا ما تحدث عن حاجة الولايات المتحدة إلى منع التحالف الروسي الصيني.
وأوضح روجوليف أن بكين لم تتحدث عن شراكة عميقة مع روسيا على أساس معادٍ للغرب، ويعتقد أن خطوات السياسة الخارجية للصين لا تهدف إلى إنشاء تحالف مناهض للولايات المتحدة بل ضمان العزلة الدولية لتايوان.
وعادت نيزافيسيمايا لتشير إلى أن الدول الـ 11 الأعضاء بالأمم المتحدة التي تعترف بتايوان دولة منفصلة لا تتمتع بثقل سياسي وتنتمي إلى أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي، فضلا عن أنه يمكنها تغيير موقفها بشأن هذه القضية بسهولة، على حد تعبير الصحيفة.