ورد في تقرير بصحيفة نيزافيسيمايا الروسية (Nezavisimaya Gazeta) اليومية أن قرار الرئيس فلاديمير بوتين، نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، يعرقل محاولات بكين لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف.
وينقل التقرير عن خبير صيني قوله إن هذه الخطوة من شأنها تصعيد التوترات بين روسيا والغرب وتعقيد جهود الصين الرامية لتنظيم محادثات قد ينتج عنها تسوية سلمية للصراع، مضيفا أنه قبل بدء المفاوضات أرادت روسيا الضغط أكثر على أوكرانيا مما صعب على الدبلوماسية الصينية تنفيذ خطتها.
تتعارض مع بنود البيان المشترك
ونقل التقرير عن صحيفة “جريدة جنوب الصين الصباحية” -التي تصدر في هونغ كونغ- أن هذه الخطوة تتعارض مع أحد بنود البيان المشترك الروسي الصيني الموقع بموسكو خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة بشأن تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، والذي ورد فيه “يتعين على جميع القوى النووية عدم نشر هذه الأسلحة خارج أراضيها وسحب كل الموجود منها”.
ونسب إلى الخبير العسكري الصيني تشو تشن مينغ أن هذا العامل سيزيد من حدة التوتر بين روسيا والغرب، غير أنه لن يثبط عزم بكين على الدعوة إلى إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف رغم تضاؤل فرص نجاح الصين في مبادرتها للسلام في ظل بروز جملة من الخلافات مع موسكو.
موسكو لم تكن صريحة مع بكين
وتابع مينغ بأنهم يتفهمون قلق بوتين من محاولة الولايات المتحدة عرقلة محادثات السلام مع أوكرانيا، ويتفهمون الأزمة الإستراتيجية التي يتعين على موسكو حلها، لكن عكس ما كانوا يأملون لم تكن روسيا صريحة مع الصين باعتبار أن نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا يتعارض مع الالتزامات المعلنة في البيان المشترك.
ونسب التقرير إلى تسوي هنغ الباحث المساعد بمركز الدراسات الروسية جامعة “إيست تشاينا نورمال” أن قرار بوتين بمثابة رد على إعلان بريطانيا اعتزامها إرسال قذائف اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
وذكر أن ماو نينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية علقت على قرار بوتين قائلة إنه ينبغي منع نشوب حرب بين القوى النووية، وبذل المساعي لتحقيق انفراج على مستوى العلاقات، والتركيز على تسوية سلمية للوضع في أوكرانيا. وقد عارضت بكين خطوة موسكو التي أثارت استغراب الدوائر السياسية الصينية.