تباينت آراء ضيوف حلقة برنامج “من واشنطن” إزاء طريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل، فبين من قال إنها وضعت الرئيس جو بايدن في موقف لا يحسد عليه، ومن فضّل لو أنها نأت بنفسها عن التدخل في قضية داخلية.
وسلطت حلقة (2023/3/16) من برنامج “من واشنطن” الضوء على موضوع الاحتجاجات الإسرائيلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو وخاصة بشأن التغييرات القضائية، وحجم القلق الذي تسببه داخل الأوساط الأميركية، ومدى إجماع الأميركيين على أن الانقسامات داخل إسرائيل لا تخدم المصلحة الأميركية في المنطقة.
وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس -في إفادة صحفية- أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تمتد منذ عام 1948، وهي مبنية على قيم ومصالح مشتركة، قائلا إن إسرائيل دولة ديمقراطية مثلها مثل الولايات المتحدة، وإن بلاده تتحدث وتتناقش مع الإسرائيليين سرا وعلانية بشأن ما يحدث، وهناك حوار قائم بين حكومة نتنياهو وبقية الأطراف على المستويات كافة.
وكان الكنيست الإسرائيلي وافق الثلاثاء الماضي بالقراءة الأولى على أحد أهم قوانين الانقلاب على النظام القضائي في إسرائيل، والذي يتيح للسلطة التشريعية (الكنيست) التغلب على قرارات المحكمة العليا، كما صادق على مشروع قانون آخر يمنع تنحية رئيس الحكومة من منصبه إلا وفق أسباب نفسية أو مرضية.
ومن جهته، أكد مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط سابقا جيسون غرينبلات أن قطاعا كبيرا من اليهود الأميركيين يؤيدون إسرائيل ويدافعون عنها ومن حقهم التحدث عما يقلقهم، لكنه حذر هؤلاء اليهود من التظاهر بحجة خوفهم على الديمقراطية الإسرائيلية والقول إنها انتهت، مؤكدا أنه لا خطر على الديمقراطية الإسرائيلية.
وتوقع -في حديثه لحلقة برنامج “من واشنطن”- أن تنتهي الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل في غضون أشهر، وأن يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تجاوز مشاكله ويستمر في التطبيع مع الدول العربية، رغم إقراره بأن هذا الطريق سيكون طويلا ومعقدا بخاصة في ظل التقارب بين السعودية وإيران، في إشارة منه إلى اتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين.
موقف محرج لبايدن
أما عضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا إياد عفالقة فيرى أن الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل وضعت الرئيس الأميركي بايدن في موقف لا يحسد عليه، فهو من المؤيدين لدولة الاحتلال ومنذ توليه السلطة قال إنه سيتفادى أي مواجهة مع الحكومة الإسرائيلية، واليوم لا يريد وضع حكومة نتنياهو في مأزق أكثر بسبب المصالح المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.
ووصف ما يحدث داخل إسرائيل بأنها “عملية زعزعة للديمقراطية المزعومة”، مشيرا إلى أن كثيرا من اليهود الأميركيين الذين يعارضون الاحتلال يتم تهميشهم وحتى تهديدهم.
في حين رأى الباحث في معهد “غولد” للدراسات الإستراتيجية مات برودسكي أنه كان من الأفضل للإدارة الأميركية أن تنأى بنفسها عما يحدث في إسرائيل، لأنه قضية داخلية يمكن التعامل معها بسهولة، مبرزا أن قليلا من الأميركيين فقط يصوّتون على السياسة الخارجية لبلادهم.