جيش فرنسا محدود الذخيرة والمعدات وغير مجهز التجهيز الكافي لحرب شديدة الحدة.
قالت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية إن الحرب في أوكرانيا وقلة ما سلمته فرنسا من الأسلحة لكييف قد سلطا الضوء على عدم كفاية الاحتياطيات الفرنسية، لتتكرر النغمة نفسها التي قالت مع ظهور كورونا إن النظام الصحي الفرنسي لا يملك المخزونات اللازمة من الأقنعة، فتقول الآن إن فرنسا لا تملك المخزونات اللازمة لشن حرب شديدة الحدة مماثلة لتلك التي تدور حاليا في الشرق من أوروبا.
وكشفت تحقيقات لوفيغارو -في مقال بقلم آرتور بيجوتا- عن وجود جيش فرنسي محدود الذخيرة والمعدات وغير مجهز التجهيز الكافي لهذا النوع من الحروب، وهو وضع يرى تقرير برلماني حديث أنه لا يمكن الدفاع عنه، لا من حيث السياق الإستراتيجي الحالي ولا من حيث الطموحات العسكرية لفرنسا”، وربما يكون هو الذي يفسر مساعدة فرنسا المحدودة لكييف مقارنة بجيرانها الأوروبيين المقربين.
أضعف مدفعية في الاتحاد الأوروبي
وإذا مثلنا ببنادق قيصر، رمز الدعم العسكري الفرنسي لكييف -كما يقول الكاتب- سنجد أن عددها قبل بدء الحرب كان 76، سلمت منها 30 لأوكرانيا، وذلك يعني أن الاحتياط الفرنسي منها 46 فقط، ويعني وجود تآكل كبير في كل من الرجال والعتاد، ويقول الباحث ليو بيريا بينيه من المعهد الفرنسي الدولي إن “جيشنا لديه أضعف مدفعية في الاتحاد الأوروبي، مقارنة بالثقل العسكري الفرنسي في القارة”.
وستكون بولندا -التي طلبت 672 مدفع هاوتزر ذاتية الدفع من كوريا الجنوبية وستتسلم 18 هيمارس من واشنطن- عملاقا عسكريا وأول جيش في الاتحاد الأوروبي، متقدمة على المدفعية الفرنسية وجيشها “القزم”. يقول الباحث “إذا كان علينا خوض الحرب في الوقت الحالي، فسيكون ذلك بأقل من 40 قطعة مدفعية متوفرة و100 دبابة ليكليرك صالحة للعمل”، مع مخزون من الذخيرة مثير للقلق بالقدر نفسه.
وقد سلط الغزو الروسي لأوكرانيا واستهلاكها الهائل الضوء على “عدم كفاية أساطيل العمليات الفرنسية التي قُلّصت إلى الحد الأدنى بعد عقدين من الندرة”، حتى إن باريس بقيت تعتمد على حلفائها بالكامل، كما حدث في ليبيا عندما كانت تتوسل الولايات المتحدة وبريطانيا للحصول على ذخيرة موجهة بالليزر.
ما أطلقه الجيش الروسي من الذخائر في 5 أيام يعادل ما أطلقته بنادق قيصر خلال 13 عاما في أفغانستان والعراق ومالي وفي التدريبات.
إعادة بناء المخزون
ونبه الدبلوماسي السابق فرانسوا هايسبورغ إلى أن ما أطلقه الجيش الروسي من الذخائر في 5 أيام يعادل ما أطلقته بنادق قيصر خلال 13 عاما في أفغانستان والعراق ومالي وفي التدريبات، مشيرا إلى أن “جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء بولندا وربما فنلندا، ليس لديها مخزون عملياتي لخوض نزاع شديد الحدة لمدة مماثلة كما تفعل موسكو”.
ورغم قانون البرمجة العسكرية الجديد الذي أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون لعام 2024-2030، وإعلان شركات الصناعة العسكرية رفع إنتاجها، يقدر فرانسوا هايسبورغ أن بذل “عامين” لإنشاء سلسلة جديدة و”بناء مصنع وشراء آلات وتعيين موظفين مؤهلين وتلبية القيود الأمنية” عوامل يمكن أن تجعل أوقات التسليم تمتد إلى ما هو أبعد من المعقول، من “10 إلى 20 شهرا للقذائف البسيطة”، وربما يزيد الإطار الزمني إلى “4 أو 5 سنوات” لصاروخ إغزوسيت المضاد للسفن.
وخلص الكاتب إلى أن إعادة تكوين المخزونات يمكن أن تكون ميزة في نواحٍ مختلفة لفرنسا التي تتمتع بردعها النووي، حيث تكون عاملا من عوامل الاستقرار أو وزنا دبلوماسيا، وهو تحد لا غنى عنه إذا كانت باريس ترغب في الحفاظ على مركزها.