يبدو أن تطبيق واتساب للمحادثات الفورية قد يتوقف استخدامه داخل بريطانيا في حال أصرت الحكومة البريطانية على المضي قدما في تطبيق قانون السلامة الذي يضعف التشفير الكامل لمراسلات واتساب، وهو مشروع قانون قدم لأول مرة في عهد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.
وقالت صحيفة الإندبندنت (The Independent) إن ويل كاثكارت مدير “واتساب” في الشركة الأم “ميتا” (META) حذر من أن التطبيق الشهير سيرفض الالتزام بتنفيذ الحكومة لقانون السلامة عبر الإنترنت خلال الفترة المقبلة، والذي سيمس مباشرة بتشفير المحادثات الذي يعتمده واتساب لضمان خصوصية أحاديث المستخدمين.
وأكد أن هذا القرار قد يجعل واتساب عرضة للتوقف في بريطانيا، وهو ما سيؤثر على مصالح ملايين المستخدمين، في حين يجادل المدافعون عن القرار بأن السلطات في حاجة إلى الاطلاع على المحادثات لكشف أي محتوى غير قانوني.
استغراب
وأبدى كاثكارت استغرابه من نية لندن التضييق على استخدام واتساب، وأكد أن التجربة في مناطق مختلفة من العالم أثبتت أن مثل هذا يحدث فقط في الدول التي تنوي قمع حريات مواطنها ومنعهم من التواصل بحرية.
ونقلت الإندبندنت عن ويل كاثكارت قوله إن ادعاء أي حكومة أنها ديمقراطية ليبرالية يتعارض تماما مع سعيها للاطلاع على الاتصالات الخاصة بحجة البحث عن مراسلات غير قانونية، مؤكدا أن ذلك سيشجع دولا أخرى على اتباع الطريق نفسه.
تجسس إسرائيلي
وفي مايو/أيار 2020 قالت شركة “واتساب” إن شركة تجسس إسرائيلية “متورطة بشدة” في اختراق حسابات 1400 مستخدم للتطبيق، بمن فيهم صحفيون ومسؤولون حكوميون ومعارضون عن طريق استهدافهم بمكالمات اختراق.
ورفعت الشركة دعاوى قضائية ضد مجموعة “أن أس أو” -وهي شركة إسرائيلية مختصة في تثبيت برامج التجسس- بتهمة استخدام خوادم موجودة في الولايات المتحدة وانتهاك حقوق الإنسان في الهند ورواندا.
ولطالما صرّحت الشركة الإسرائيلية بأن برامج التجسس التي تُطورها، يتم شراؤها من قبل الحكومات والعملاء الآخرين لتعقّب المجرمين، ويعني ذلك أن موظفي هذه الشركة ليسوا ملمين بكيفية استخدام البرنامج. لكن، في الواقع تقول الدعوى المرفوعة إن البرنامج -المعروف باسم “بيغاسوس”- اخترق هواتف الأشخاص المستهدفين بعد أن وصلت شركة “أن أس أو” إلى خوادم تطبيق الواتساب.
وفي بداية شهر يناير/كانون الثاني الماضي رفضت المحكمة الأميركية العليا محاولة من مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية للتكنولوجيا لتعطيل دعوى قضائية رفعها تطبيق واتساب ضدها، تتهمها باستخدام خدمة المراسلة المملوكة من فيسبوك للتجسس على صحفيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان وغيرهم.
وكشفت ملفات المحكمة رفضها طلب مجموعة “إن إس أو” الحصول على حصانة قضائية، ورأت أن النظر في القضية التي تستهدف برنامج بيغاسوس الذي صممته الشركة يمكن أن تتواصل أمام محكمة فدرالية في كاليفورنيا.
ويُعَد بيغاسوس من أخطر برامج التجسس وأكثرها تعقيدًا، ويستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل “آي أو إس” (IOS) لشركة أبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن نسخة (آي أو إس).
ويصيب البرنامج أجهزة آيفون وأندرويد للتمكين من الحصول على رسائل وصور ورسائل بريد إلكترونية، وتسجيل مكالمات، وتشغيل الميكروفونات والكاميرات على نحو غير ملحوظ.