أكدت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) الأميركية أن عددا من الدول العربية قدمت عرضا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد للمصالحة مقابل المساعدة بمليارات الدولارات في عملية إعادة إعمار سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين أن المحادثات التي قادتها دولة الأردن اقترحت إلى جانب الدعم المالي، التوسط لدى الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عن بشار الأسد ونظامه.
بالمقابل، يلتزم الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة السياسية السورية، وقبول حضور قوات عسكرية عربية لحماية اللاجئين العائدين إلى بلدهم، ووقف تهريب المخدرات، إلى جانب العمل على وقف تمدد إيران في سوريا.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن مصدرًا سوريًّا أكد أن بشار الأسد “لم يبد اهتماما” بخصوص الإصلاح السياسي الداخلي، أو بقبول حضور قوات عسكرية عربية في سوريا. بالمقابل، لم تظهر القوى الغربية أي مؤشر على إمكانية رفع الحصار عن النظام السوري.
ما بعد الزلزال
وقالت الصحيفة إن المحادثات التي هي في بدايتها، شهدت دفعة بعد الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا وخلّف خسائر بشرية جمة، ودمارا هائلا، حيث يحاول نظام الأسد استغلاله لفك العزلة المفروضة عليه، كما أن دولا عربية بدأت تتحدث عن ضرورة خلخلة “الوضع القائم” في الملف السوري والدفع باتجاه إيجاد حل ينهي الأزمة الإنسانية في هذا البلد العربي.
وذكرت أن الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية صينية، يشكل تغيرا جيوإستراتيجيا كبيرا في المنطقة، ما قد يفتح الباب أمام الأسد للعودة إلى الساحة، خاصة وقد أكد مسؤولون أوروبيون وعرب لـ”وول ستريت جورنال” أن عودة النظام السوري للجامعة العربية سيكون موضوع بحث ونقاش للقمة العربية المقبلة التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية هذا العام.
وقد أرسلت كل من الأردن ومصر وزيري خارجيتها إلى دمشق لأول مرة منذ القطيعة التي حدثت بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، فيما جعلت الإمارات إعادة النظام السوري إلى الجهة العربية من أولوياتها.
وبخصوص الموقف الأميركي، ذكرت “وول ستريت جورنال” أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس سبق وأكد أن الولايات المتحدة ستشجع أي “تطبيع للعلاقات مع سوريا” فقط في حال التزم نظام الأسد بخريطة طريقة تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة.