قُتِل 13 شخصاً على الأقل في تركيا، اليوم الأربعاء، جرّاء فيضاناتٍ ضربت جنوب البلاد في ثاني كارثة طبيعية بعد الزلزالين المدمّرين اللذين ضربا تلك المناطق يوم السادس من شهر فبراير الماضي والذي أودى بحياة أكثر من 54 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة وألحّق دماراً كبيراً في البنى التحتية لدى كلا البلدين المجاورين.
ومنذ فجر اليوم اجتاحت الأمطار الغزيرة شوارع ديار بكر وآدي يمان وأورفا وعينتاب وولاياتٍ تركية أخرى تقع جنوب البلاد، حيث أدى ذلك لمقتل 4 أشخاص في آدي يمان و 9 آخرين في أورفا بينهم 5 لاجئين سوريين، بحسب ما نقلت وسائل إعلامٍ محلّية عن هيئة الطوارئ والكوارث التركية.
وأظهرت مقاطع فيديو نقلتها وسائل الإعلام السيول الكثيفة التي أدت إلى انجراف التربة والمركبات، ما خلف أضراراً مادّية كبيرة بالأبنية التي تقع في الطوابق السفلية والمحلات التجارية خاصة في ولاية أورفا.
وتضرر وسط مدينة أورفا بشكلٍ كبير جرّاء السيول، وهو ما أدى لانقطاع الكهرباء وشبكة الانترنت في بعض مناطق المدينة التي سقطت فيها عشرات المباني الشهر الماضي بعد الزلزالين المدمّرين اللذين ضربا البلاد.
كما أدت السيول في المناطق الجنوبية من تركيا إلى إيقاف حركة المواصلات الداخلية والخارجية، وذلك في وقتٍ حذّرت فيه هيئة الطوارئ والكوارث من استمرار الفيضانات لأيام.
ومن المحتمل أن ترتفع حصيلة القتلى جرّاء السيول، بحسب معلومات “العربية.نت” نظراً لوجود عالقين في منازلهم وآخرين في حافلاتٍ لم يتمكنوا من الخروج منها بعدما انجرفت جرّاء استمرار هطول الأمطار الغزيرة.
وأظهر مقطع فيديو آخر من ولاية ديار بكر الواقعة جنوب شرقي البلاد، هطول الأمطار بغزارة حتى الساعة.
ومن المتوقع أن يؤدي استمرار السيول إلى مزيدٍ من التوترّات السياسية بين التحالف الحاكم الذي يضم حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، وتحالف “الطاولة السداسية” المعارض لاسيما بعد انتقادات المعارضة المتكررة للحكومة في التقصير حيال تعاطيها مع الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد كالزلزال الذي حدث الشهر الماضي وحرائق الغابات التي شهدتها تركيا في صيف عامي 2022 و2021.
وتأتي سيول اليوم قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستعقد يوم 14 مايو/أيار المقبل وسط تحدّيات كبيرة أبرزها تداعيات الزلزال وفي مقدّمتها مسألة إعادة إعمار الولايات المنكّوبة التي قدّرت الخسائر فيها بأكثر من 84 مليار دولارٍ أمريكي.