أكد تقرير نشرته صحيفة “فزغلياد” الروسية أن التحدي الأكثر صعوبة الذي يواجه زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا غدا الاثنين، هو العمل على إنهاء الصراع في أوكرانيا، مبرزا أن الصين لديها الكثير لتقدمه في هذا الملف.
وأوضح التقرير أن التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي قائم إلى حد كبير، بينما سياسيا سيتحدد الكثير من خلال الحوار الشخصي المباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني، علما أن محاولات الغرب لإفشال العلاقات بين بكين وموسكو مستمرة.
وأفاد بأن الرئيس الصيني لا يخضع أبدا لضغوط الخصوم، وكلما زاد الضغط عليه، أظهر إشارات تدل على أن هذا الضغط لم ينجح، كما حدث مع تعيينه الجنرال لي شانغ فو وزيرا جديدا للدفاع في الصين، وهو الذي يخضع لعقوبات أميركية.
الملف الأوكراني
وذكر التقرير أن موضوع أوكرانيا سيثار حتما خلال مناقشات الزعيمين، إذ من الواضح أن الصين تستعد لزيادة دورها في الصراع، في الوقت الذي تحدثت فيه الولايات المتحدة عن أن بكين ستبدأ في إرسال إمدادات عسكرية إلى موسكو، وحذرت من ذلك.
ورأى التقرير أن الأمر لا يتعلق بتسليم أسلحة كما يعتقد الأميركيون، بل برغبة الصين في أن تصبح وسيطا في صنع السلام، خاصة أنها حققت نجاحا مهما في هذا المجال، عندما تم الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية، وهو اتفاق كان مستحيلا حتى وقت قريب.
وتحدث التقرير عن أن المفاوضات لإنهاء حرب أوكرانيا -مهما كانت صعبة أو طويلة- يجب أن تبدأ أولا على الأقل.
فرصة جديدة
وأكد تقرير الصحيفة الروسية أن الرئيس الصيني يمكن أن يقدم بديلا مختلفا، وضمانات مختلفة، وبذلك تعد مبادرته فرصة جديدة لتحقيق السلام، بشرط اعتراف كييف “بالأمر الواقع”، وخاصة توسع روسيا في عدة مناطق بأوكرانيا.
واعتبر تقرير فزغلياد أن الرئيس شي جين بينغ يمتلك بعض أسلحة الضغط على الجانب الأوكراني وعلى رأسها احتمالات إمدادات الأسلحة إلى الاتحاد الروسي.
وقال إن بعض المسؤولين الصينيين بدؤوا يتساءلون مؤخرا لماذا يمكن للغرب أن يسلح تايوان، لكن لا يمكن للصين تزويد روسيا بالأسلحة؟ ولماذا لا تجعل بكين التعاون العسكري مع موسكو مرتبطا بشكل مباشر بقضية تايوان؟
ووفق فزغلياد فإذا فعلت الصين ذلك، فإنه يشكل أخبارا سيئة بالنسبة لأوكرانيا، لأنه إذا كان على واشنطن أن تختار بين دعم كييف وتايبيه، فإن الأميركيين سيختارون تايبيه بالتأكيد، وذلك لأنها هي قصة أقدم بكثير وأكثر أهمية بالنسبة لهم.
ولكن إذا سارت الأمور “بطريقة جيدة”، وبدأت بالفعل المشاورات بين كييف وموسكو “على أساس واقعي”، فسيكون ذلك بمثابة ضربة قاسية للغرب وسياساته، وسيعطي هذا الصين مكانة جديدة بوصفها “صانعة سلام عالمي”.