قد يكون من الممكن تجنب كارثة الموز بفضل الاختراق الجيني

حقق الباحثون تقدماً كبيراً قد يساعد في إنقاذ الموز في العالم من مرض يهدد وجوده. وقد دمر هذا المرض، وهو ذبول الفيوزاريوم، أنواعاً مختلفة من الموز في الماضي، بما في ذلك صنف جروس ميشيل في الخمسينيات. ويواجه موز كافنديش، وهو الصنف الأكثر شيوعاً على مستوى العالم اليوم، تهديداً مماثلاً الآن. ومع ذلك، تشير النتائج الأخيرة إلى أنه قد تكون هناك طريقة للسيطرة على هذا التهديد الناشئ.

فهم التهديد الجديد الذي يشكله ذبول الفيوزاريوم

كان ذبول الفيوزاريوم، وهو مرض فطري يصيب نباتات الموز، مسؤولاً عن القضاء على موز جروس ميشيل منذ عقود من الزمان. تم تطوير صنف كافنديش كبديل مقاوم، لكنه أيضًا وقع ضحية لسلالة جديدة من ذبول الفيوزاريوم منذ تسعينيات القرن العشرين. كان يُعتقد في البداية أن هذه السلالة مرتبطة بالتفشي القديم، لكن بحث حديث وقد كشف أن السلالة الحالية تختلف بشكل كبير.

بحث جديد يقدم الأمل

كشفت دراسة نشرت في مجلة Nature Microbiology أن سلالة ذبول الفيوزاريوم الجديدة تستخدم جينات تنتج أكسيد النيتريك الفطري لمهاجمة نباتات الموز. ووجد الباحثون أن القضاء على هذه الجينات يمكن أن يقلل من قدرة المرض على إلحاق الضرر بعائله. ويشير هذا الاكتشاف إلى أن استهداف إنتاج أكسيد النيتريك قد يوفر طريقة قابلة للتطبيق للسيطرة على المرض وحماية موز كافنديش من المزيد من الضرر.

أهمية تنوع المحاصيل

ورغم أن هذا البحث يبعث على الأمل، فإنه يسلط الضوء أيضاً على قضية أعمق. ذلك أن الاعتماد على زراعة محصول واحد ــ ممارسة زراعة نوع واحد من المحصول ــ يجعل موز كافنديش عرضة بشكل خاص للأمراض. ويشير البروفيسور لي جون ما من جامعة ماساتشوستس أمهرست، الذي قاد الدراسة، إلى أن زيادة التنوع في زراعة الموز من الممكن أن يخفف من هذا الضعف. وربما يكون استكشاف أنواع مختلفة من الموز خطوة عملية نحو الحماية طويلة الأجل ضد الأمراض.

وقد تشكل هذه النتائج نقطة تحول في المعركة ضد ذبول الفيوزاريوم. ومع ذلك، فإن معالجة القضية الأساسية المتمثلة في زراعة محصول واحد أمر بالغ الأهمية لضمان استقرار إمدادات الموز في المستقبل. ومع استمرار الباحثين في استكشاف سبل السيطرة على المرض، يتم تشجيع المستهلكين على دعم أصناف الموز المتنوعة، وهو ما قد يساهم في تعزيز قدرة صناعة الموز العالمية على الصمود.