هل سألت يوما من أنا وما هو دوري في الحياة
من أنا وما هو دوري في هذه الحياة سؤال قديم جديد تعددت إجاباته وحير الأفهام والعقول، من أنا سؤال رغم بساطته إلا أنه جدير بالطرح جدير بالإجابة عليه.
من أنا وما هو هدفي وما هو دوري في الحياه سأله المتدينون والعلمانيون والقدامى والمحدثون والشعراء والملهمون فهذا هو الشاعر إيليا أبو ماضي يطرح هذا السؤال متعجبا :
الشاعر إيليا أبو ماضي
جِئتُ لا أَعلَمُ مِن أَين وَلَكِنّي أَتَيتُ
وَلَقَد أَبصَرتُ أمامي طَريقاً فَمَشَيتُ
وَسَأَبقى ماشِياً إِن شِئتُ هَذا أَم أَبَيتُ
كَيفَ جِئتُ كَيفَ أَبصَرتُ طَريقي لَستُ أَدري
أَجَديدٌ أَم قَديمٌ أَنا في هَذا الوُجود
هَل أَنا حُرٌّ طَليقٌ أم أسير في قُيود
هَل أَنا قائِدُ نَفسي في حَياتي أَم مَقود
أَتَمَنّى أَنَّني أَدري وَلَكِن لَستُ أَدري
وَطَريقي ما طَريقي أَطَويلٌ أَم قَصير
هَل أَن أَصعَدُ أَم أَهبِطُ فيه وَأَغور
أَأَنا السائِرُ في الدَربِ أَمِ الدَربُ يَسير
أَم كِلانا واقِف وَالدَهرِ يَجري لَستُ أَدري
لَيتَ شِعري وَأَنا في عالَمِ الغَيبِ الأَمين
أَتَراني كُنتُ أَدري أَنَّني فيهِ دَفين
وَبِأَنّي سَوفَ أَبدو وَبِأَنّي سَأَكون
أم تراني كُنتُ لا أُدرِكُ شَيئاً لَستُ أَدري
أَتُراني قَبلَما أَصبَحتُ إِنساناً سَوِيّاً
أَتُراني كُنتُ مَحواً أَم تُراني كُنتُ شَيّا
أَلِهَذا اللُغزُ حَلٌّ أَم سَيَبقى أَبَدِيّا
لَستُ أَدري وَلِماذا لَستُ أَدري لَستُ أَدري
قَد سَأَلتُ البَحرَ يَوماً هَل أَنا يا بَحرُ مِنكا
هَل صَحيحٌ ما رَواهُ بعضهم عَنّي وَعَنكا
أَم تُرى ما زَعَموا زورا وَبُهتانا وَإِفكا
ضَحِكَت أَمواجُهُ مِنّي وَقالَت لَستُ أَدري
أَيُّها البَحرُ أَتَدري كَم مَضَت أَلفٌ عَلَيكا
وَهَلِ الشاطِئُ يَدري أَنَّهُ جاثٍ لَدَيكا
وَهَلِ الأَنهارُ تَدري أَنَّها مِنكَ إِلَيكا
ما الَّذي الأَمواجُ قالَت حينَ ثارَت لَستُ أَدري
أَنتَ يا بَحرُ أَسيرٌ آهِ ما أَعظَمَ أَسرَك
أَنتَ مِثلي أَيُّها الجَبّارُ لا تَملِكُ أَمرَك
أَشبَهَت حالُكَ حالي وَحَكى عُذرِيَ عُذرَك
فَمَتى أَنجو مِنَ الأَسر وَتَنجو لَستُ أَدري
تُرسِلُ السُحبَ فَتسقي أَرضَنا وَالشَجَرا
وَقَد أَكَلناك وَقُلنا قَد أَكَلنا الثَمَرا
وَشَرِبناك وَقُلنا قَد شَرِبنا المَطَرا
أَصَوابٌ ما زَعَمنا أَم ضَلالٌ لَستُ أَدري
قَد سَأَلتُ السُحبَ في الآفاقِ هَل تَذكُرُ رَملَك
وَسَأَلتُ الشَجَرَ المورِقَ هَل يَعرِفُ فَضلَك
وَسَأَلتُ الدُرَّ في الأَعناقِ هَل تَذكُرُ أَصلَك
وَكَأَنّي خِلتُها قالَت جَميعاً لَستُ أَدري
يَرقُصُ المَوج وَفي قاعِكَ حَربٌ لَن تَزولا
تَخلُقُ الأَسماكَ لَكِن تَخلُقُ الحوتَ الأَكولا
قَد جَمَعتَ المَوتَ في صَدرِك وَالعَيشَ الجَميلا
لَيتَ شِعري أَنتَ مَهدٌ أَم ضَريحٌ لَستُ أَدري
كَم فَتاةٍ مِثلِ لَيلى وَفَتىً كَاِبنِ المُلَوَّح
أَنفَقا الساعاتِ في الشاطىء تَشكو وَهوَ يَشرَح
كُلَّما حَدَّثَ أَصغَت وَإِذا قالَت تَرَنَّح
أَحَفيفُ المَوجِ سِرٌّ ضَيَّعاهُ لَستُ أَدري
من أنا مهما تعددت الإجابات فلسفية أو علمية أيا كانت يبقى الجواب لمن يبحث عنه في قوله تعالى :(إني جاعل في الأرض خليفة)
أنا وأنت خليفة لله في أرضه خلقنا لعمارتها والاستخلاف فيها.
أنا كمخلوق من مخلوقات الله في هذا الكون أعظم مخلوق وأكرم مخلوق وأهم مخلوق قال تعالى :/ولقد كرمنا بني آدم/
فأنت الأكرم والأعلم وألافهم.
نأتي الآن إلى الشق الثاني من السؤال
ما هو دوري في الحياة.
- ما هي رسالتي في الحياة
- ماهي غابة خلقي وعلته
الجواب على هذين السؤالين كفيل بالإجابة على السؤال الأول وهو ما دوري في الحياة.هل سألت يوما من أنا وما هو دوري في الحياة
وكل ذلك يختصره قوله سبحانه وتعالى/وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون /
العلة من الخلق والغابة منه تحقيق العبودية لله وتحقيق الاستخفاف فيها.
وكل ذلك لا يمنع أن يكون للواحد منا دورا مؤثرا وأثرا طيبا وبصمة في حياته، أن تكون ذا دور وذا أثر شيء عظيم، أن تكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر يحمدك الناس في حضورك وفي غيابك وفي حياتك وفي مماتك هذا هو أعظم الأدوار بعد تحقيق عبوديتك لله
ليس أدوارنا في أن نأكل ونشرب ونلهو بل الهدف أسمى من ذلك بكثير
كم فينا من أحياء أموات وكم فيننا من أموات أحياء نعم أموات أحياء ماتوا وأفعالهم وآثارهم حية باقية وهذا معنى ما هو دوري في الحياة.