استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان
استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان

استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان

  • استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان
  • من هو على بن أبى طالب رضي الله.
  • إسلامه وهجرته
  • استشهاده رضي الله عنه.

من هو علي بن أبي طالب رضي الله

 عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي الهاشميّ ابنَ عمّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمّه هي فاطمة بنت أسد الهاشميّة، مولده في مكّة المُكرَّمة قبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعَشر سنين.

نشأ وتربّى في كَنَف ابن عمّه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-؛وإنما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم  تخفيفاً عن عمّه أبي طالب حين أصاب مكّة الجَدبُ؛ فقد كان أبو طالب كثير الأولاد،فقير الحال وكان عليّ -رضي الله عنه- من أوائل الذين آمنوا بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- حين بُعِث، وكان عمره حينها عشر سنين.استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان

وهو رابع الخلفاء الراشدين.

إسلامه وهجرته

أما عن إسلامه -رضي الله عنه- فيذكر أنه دخل على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وزوجته خديجة -رضي الله عنها-، فرآهما يُصلّيان، فاستغرب ذلك، وسأل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، وبأنّه نبي مُرسَل بهذا الدِّين من عند الله -تعالى-، وأن هذا الدين يدعو فيه إلى توحيد الله، وتَرك عبادة ما سواه،كما يدعو لمكارم الأخلاق فتعجبّ عليّ من ذلك الأمر؛ إذ لم يكن قد سَمع به قَبل ذلك، وأراد أن يُخبر أباه أبا طالب، فأوصاه الرسول بالكتمان، وفي اليوم الذي يَليه، جاء عليّ -رضي الله عنه- إلى محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وقد وقع الإيمان في قلبه، فأسلمَ، وكتمَ إسلامه. وهو يُعَدّ أوّل مَن آمنَ مِنَ الصبيان، كما أنّه من العشرة الذين بشّرَهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالجنة.استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان

أما عن هجرته هاجر عليّ -رضي الله عنه- إلى المدينة بعد هجرة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، حيث أمره النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن يبقى في مكّة؛ وذلك كي يرد إلى الناس أماناتهم التي كانت عنده صلى الله عليه وسلم ، فبقي عليّ في مكّة ثلاثة أيّام بعد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُؤدّي الأمانات إلى الناس، وخرج بعد ذلك مُتَتبِّعاً طريقَ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-إلى المدينة المنورة

وقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة وأنجب منها الحسن والحسين رضي الله عنهما.

استشهاده رضي الله عنه في رمضان

بعد استشهاد عثمان، رضي الله عنه وأرضاه، لزم علي رضي الله عنه بيته ولكن الناس طرقت بابه ورجوه ان يتولى الخلافة بعد استشهاد عثمان رضي الله وما كان منهم إلا أن دخلوا عليه داره وقالوا: نبايعك، فإنه لابد من أمير وأنت أحق، فأبى عليّ أن يتولى الخلافة، ولكن الناس تكاثروا عليه وحملوه مسئولية إنقاذ الأمة وما زالوا يلحون عليه حتى وافق ورضى على أنه اشترط أن يكون الأمر على شورى من الناس وفى المسجد، وبموافقة أهل بدر، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا يطلبون البيعة. وبذلك تمت البيعة.

عزل معاوية

أما ما كان من أمر معاوية وكان وقتها واليا على الشام  فقد أصدر علي رضي الله عنه أمرا بعزله ولكنه رفض القرار ولم بذعن له وحجته وعذره في ذلك الاقتصاص من قتلة عثمان إذ تأخر القصاص وطال الانتظار  وقميص عثمان لا زال ملطخا بالدم قد ألبسوه منبرا في دمشق  ، وكانوا يلومون علياً لتأخير أمر القصاص من القتلة، لكن عليا كان يبرأ من دم عثمان، وكان رأي عليّ أن يؤجل أمر القصاص من قتلة عثمان لعدم تمكنه من هؤلاء القتلة، لأنهم كثيرون وأصحاب شوكة وقوة وباس والأمة في حالة من الضعف ولم يستقر أمرها بعد.ومع ذلك أصر معاوية على الأخذ بثأر عثمان أولاً قبل البيعة، وفشلت المفاوضات بين علي ومعاوية لينتهي الأمر بتجهيز كل من الطرفين جيشا واقتتلا في موقعة صفين عام 37 ه / 657 م، وقبلها كانت موقعة الجمل

حيلة جيش معاوية

والتي ما إن فرغ الخليفة، علي بن أبى طالب، منها كان عليه حتى توجه إلى معاوية بن أبى سفيان يدعوه للدخول في طاعته ومبايعته، إلا أن معاوية أبى وامتنع. وحجته القصاص اولا من قتلة عثمان رضي الله عنه.

فكانت موقعة صفين بين الجيشين واوشك جيش معاوية أن يهزم فلجأوا إلى حيلة رفع المصاحف على الرماح ونادوا بالتحاكم لشرع الله وبالفعل
اتفق الفريقان على تحكيم كتاب الله بينهما، وحقن ما تبقى من دماء المسلمين في الجيشين، وإخماد الفتنة، التي استشرى خطرها فكان ممثل سيدنا علي رضي الله عنه ومندوبه في التحكيم أبي موسى الأشعري، وأما مندوب وممثل معاوية فكان داهية العرب آنذاك   عمرو بن العاص. واجتمع الحكمان، أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، بدومة الجندل ويقال بقريـة (أذرح) وهي قريبة من دومة الجندل، وقد حضر مجموعة من كلا الجانبين، وكان ذلك في رمضان سنة 37هـ، أي بعد إنهاء القتال بسبعة أشهر.

بعد وقف القتال بين عليَّ رضي الله عنه  ومعاوية، ورجوع عليَّ ومعاوية، كانت النتيجة حدوث انقسام جيش

عليَّ إلى فريقين فريق كان مع عليَّ في قبوله التحكيم وشايعوه على ذلك، وفريق آخر رفض التحكيم، ولم

يقبل ذلك من معاوية وخرجوا عنه فسموا فيما بعد بالخوارج، ونزلوا حروراء، من قرى الكوفة، فسموا

الحرورية، وكان عددهم اثني عشر ألفاً، ووصل الأمر ببعضهم إلى تكفير عليَّ بسبب قبوله التحكيم، وكانوا

يقولون في ذلك إن الحكم لله لا لك يا عليَّ.

ثم إنهم بعد ذلك انقسموا إلى ثلاثة فرق، الفرقة الأولى رجعت إلى بلادها ومنازلها، والثانية تريثت وانتظرت

ما سيؤول إليه الأمر، والأخيرة وهم أهل النهروان الذين قاتلهم عليَّ، وهم الذين كانوا قد حكموا بكفره

وطلبوا منه أن يعلن ذلك ثم يتوب.استشهاد على بن أبى طالب رضي الله عنه في رمضان

الخوارج

ثم أنه بعد مقاتلة علي رضي الله عنه للخوارج والتنكيل بهم بقية من بقية

حيث خطط وتآمر من بقى من الخوارج على قتل أئمة الناس وهم ثلاثة: علي بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى

سفيان، وعمرو بن العاص، ثأراً لإخوانهم، وإراحة للبلاد منهم؛ حيث اعتبروهم سببا في كل ما جرى في البلاد

في هذه الفتن، وتعهد كل واحد منهم بواحد من هؤلاء، فقال أشقاهم عبدالرحمن بن ملجم، أنا أكفيكم عليَّ

بن أبي طالب، وقال البرك بن عبدالله: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

أما بالنسبة لمعاوية وعمرو بن العاص فلم يقتلا وبقيا على قيد الحياة

وأما بالنسبة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله فقد تمكن عبد الرحمن بن ملجم من قتله وذلك عندما خرج

علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بيته لصلاة الفجر، وأخذ يمرّ على الناس يوقظهم للصلاة، وكان من

عادته ألا يصطحب معه حراسًا،

وحين اقترب أمير المؤمنين من المسجد يريد أن يصلي بالناس الفجر ضربه شبيب بن نجدة ضربة وقع منها

على الأرض، لكنه لم يمت منها، عندها جاء دور ابن ملجم والذي ، كما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم

مشهد قتله قبل ذلك.


عبد الرحمن بن ملجم


ولما فعل ذلك عبد الرحمن بن ملجم قال: يا علي الحكم ليس لك ولا حكم إلا لله وأخذ  ابن ملجم يتلو قول

الله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ “البقرة: 207.

وفي هذه اللحظة نادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عليكم به، فتمكن المصلون من الإمساك به أما  ، 

شبيب  فقد تمكن من الفرار في البلاد وقدم علي رضي الله عنه جعدة بن هبيرة رضي الله عنه ليصلّى بالناس

صلاة الفجر، وحمله الناس إلى بيته، وعلم رضي الله عنه أن هذا السيف مسموم، وأنه ميّت لا محالة، وخاصّة

أن هذه الضربة وقعت كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستدعى عبد الرحمن بن ملجم، وكان

مكتوف الأيدي. وسأله ما حملك على ما فعلت فأجابه بأنه شحذ سيفه وجهزه ليقتل به شر خلق الله يقصد

عليا رضي الله عنه ثم قال على إن انا مت فاقتلوه وإن أحياني الله فلي معه شان

ولكن سرعان ما ساءت حالته ثم ما لبث أن استشهد رضي الله عنه متأثرا بجراحه وذلك سنة 40 ه، وقد بلغ

ثمانين وخمسين سنة، وفى رواية ثلاث وستين سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وذلك من

عام 35ـــــ 40هـ / 655 ـــــ 660م، رحم الله أمير المؤمنين.