حذّر وزير الداخلية والثقافة الأردني الأسبق، سمير الحباشنة مما أسماه المشروع الصهيوني الذي يعتبر أن فلسطين والأردن هما جزء لا يتجزأ منه، ورأى أن الخريطة التي عرضها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في باريس هي “شكل من أشكال إعلان الحرب”.
وقال -في حديثه لحلقة (2023/3/21) من برنامج “ما وراء الخبر”- “أدعو شخصيا إلى إعادة فورية لخدمة العَلَم (التجنيد الإلزامي) في المملكة الأردنية الهاشمية” و”أدعو الشعب الأردني بكل أطيافه في بواديه ومخيماته ومدنه وأريافه إلى أن يخزن السلاح والذخيرة”، مؤكدا أن المشروع الإسرائيلي الصهيوني يسير ضمن محطات ومراحل، معربا عن اعتقاده بأنهم يتحضرون لمرحلة جديدة لن يكون الأردن بعيدا عنها.
وكان الوزير الإسرائيلي أدلى بتصريحات في باريس أمام خريطة لإسرائيل تضم الأردن والأراضي الفلسطينية، أنكر فيها وجود شعب فلسطيني، قائلا إنه “اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة”، وذلك بعد تصريحات دعا فيها إلى “محو” بلدة حوارة في نابلس.
وأكد الوزير الأردني الأسبق أن ما يصدر من وزراء الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو يأتي في سياق “التحول السريع والمتنامي لدولة إسرائيل إلى الداعشية اليهودية”، مؤكدا أن المشروع الصهيوني يطرح اليوم بلا رتوش ولا مكياج، وهكذا كان في بداياته، إذ كان يعتقد أن الأردن وفلسطين هما جزء لا يتجزأ من هذا المشروع.
ووصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها “داعشية”، في إشارة منه إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأشار إلى قراراتها المتعلقة بمصادقة الكنيست على إلغاء قانون الانفصال عن شمال الضفة وقطاع غزة، ومناقشته لقانون يمنع الحديث عن العقيدة المسيحية في إسرائيل.
وعن توضيح الحكومة الإسرائيلية لتصريحات وزيرها، قال الحباشنة إن التوضيح جاء على استحياء، مؤكدا أن موقف تل أبيب غير واضح من الدولة الأردنية واستقلاليتها وكذلك بمسألة اعترافها بمعاهدة السلام مع الأردن، و”على الأردن أن يأخذ على محمل الجد ما يجري من تنامي للقوة المتطرفة و”الداعشية”.
ودعا الحباشنة الحكومة الأردنية والشعب الأردني إلى الاستعداد لما هو أسوأ، ومشددا على أن الأردن مهدد بنفس الدرجة التي مهدد بها مشروع الدولة الفلسطينية.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى أن تقول بشكل واضح إن تصريحات سموتريتش لا تمثلها، مؤكدا رفض عمّان التصريحات الاستفزازية للوزير الإسرائيلي، واصفا إياها بالتحريضية والعنصرية.
إعلان برنامج سياسي
ومن جهته، أكد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد أن ما صدر عن سموتريتش بشأن الشعب الفلسطيني هو بمثابة “إعلان برنامج سياسي جديد” يعكس قناعة الإسرائيليين بضرورة إنهاء مسألة حل الدولتين.
وقال إن التيارات الدينية وكذلك التيار العلماني القومي في إسرائيل يؤمنون بأن الأردن يجب أن تكون جزءا من دولة إسرائيل، وحتى أجزاء من العراق وسوريا ولبنان تكون -بحسبهم- ضمن الخريطة النهائية لدولة الاحتلال.
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، دافع مردخاي كيدار، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان والباحث في شؤون الشرق الأوسط بشدة عن تصريحات سموتريتش، وقال إنها تعكس “الحقيقة التاريخية”، ولا تعني “موقفا سياسيا” لحكومة نتنياهو، وأعاد تكرار كلام الوزير الإسرائيلي بخصوص فلسطين، لكنه أكد أن “الأردن مملكة محترمة، لإسرائيل علاقات سلام معها”.
ونفى وجود استهجان أو استنكار لتصريحات سموتريتش، ودعا فرنسا التي استهجنت سلوك الوزير الإسرائيلي إلى مراجعة تاريخ التصويت الفرنسي على الخطط الأممية، في إشارة منه إلى تصويتها لصالح اليهود.
يذكر أن الخارجية الفلسطينية دعت -مساء أمس الاثنين- المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقال سموتريتش بعد تصريحاته بحق الشعب الفلسطيني، مضيفة أنها “تستهجن سماح السلطات الفرنسية لسموتريتش بإطلاق تصريحاته العنصرية والفاشية من أراضيها”.