في كل يوم تقريبا يصحو اللبنانيون على خبر انتحار شاب بعد أن يترك وصيته على وسيلة من وسائل التواصل، ويعلل سبب إقدامه على فعلته مع طلب السماح.
وظهر الخميس، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان برسالة وداع كتبها اللبناني بيار صقر (62 عاماً)، على حسابه بفيسبوك، قال إنها الرسالة الأخيرة قبل إقدامه على الانتحار.
وفور نشره الرسالة، تفاعل أصدقاء بيار وأقرباؤه مع المنشور، وحاولوا ثنيه عن قراره الخطير والسوداوي، ولكنّه لم يرد على هاتفه، ليعثر عليه لاحقا جثة هامدة في جرود بلدة بسكنتا قضاء جبل لبنان.
ضحايا الانهيار الاقتصادي
وفي رسالته، عزا بيار سبب اتّخاذه قرار الانتحار إلى الضائقة الخانقة التي يمر بها والتي أجبرته على وقف معمل صناعة اللوحات الإعلانية، إضافة إلى معاناته من مشاكل صحية. ومما كتبه في رسالته: “بعد قليل من الممكن ألا يكون عندي طعام”.
وكتب صقر رسالة الوداع عبر “فيسبوك”، معللًا إقدامه على الانتحار، ومزجت وصيته بين الشخصي ووصف للمعاناة التي غلبته، وبين السياسي الذي اعتبر أنه لولا هذه السلطة الحاكمة ولولا الوضع الذي ازداد تأزماً لما وصل الإنسان إلى طريق مقفل يحتّم عليه أن يأخذ حياته بيده.
وقبل أيام، ترك الشاب اللبناني موسى الشامي وصيته لرفيقه في رسالة صوتية قائلا “تعبت وقرفت.. دعاء وجواد وجوري أمانة برقبتك، أهم شي جوري، لم أعد قادراً على التحمّل” قبل أن ينهي حياته بطلقة رصاصة.
وتزايدت حوادث الانتحار في لبنان خلال الأسبوع الماضي، وانتقلت من منطقة إلى أخرى، والأسباب باتت معروفة، وهي الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي بات يقضّ مضاجع الناس وبالأخص الفقراء والمهمشين.
وكان لبنان قد شهد منذ الأسبوع الماضي، سلسلة عمليات انتحار بلغت 6 في مناطق مختلفة. وعملية زحلة اليوم هي السابعة التي تنضم إلى هذه الحصيلة.