في هجوم هو السابع الذي تنفذه إسرائيل داخل الأراضي السورية منذ بداية العام، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن 5 عسكريين أصيبوا، وإن خسائر مادية وقعت، فما سر هذا التصعيد؟
وعن خلفية هذا التصعيد، اعتبرت الباحثة الأولى بمركز الجزيرة للدراسات، والخبيرة بالشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي -في حديثها لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/2)- أن تكثيف الضربات ما هو إلا استمرار للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، حيث تسعى الأخيرة لإخراج الأولى من سوريا والقضاء على أوراق القوة الإيرانية بما فيها نفوذها الإقليمي بالمنطقة.
وأوضحت الدكتورة الصمادي أن إيران بدأت تخفف من قواتها في سوريا لأنها تعتقد أن التسوية السياسية في طريقها الصحيح وأن نفوذها لم يعد بحاجة إلى تلك القوات بسوريا، مضيفة أن تل أبيب تحاول إثبات نفوذها في المنطقة حتى تجذب إليها القرار الأميركي بغية الضغط والتصعيد ضد طهران.
واعتبرت أن هذه الضربات لها تأثير على صعيد المواجهة في إسرائيل، إذ يصرح المسؤولون في طهران أن عدم التصريح بالرد لا يعني عدم وجوده. ولكنها توقعت أن التصريحات في طهران تشير إلى أن التصعيد مع إسرائيل سيأخذ بعدا أكثر علانية في المستقبل.
اختلاف وقلق
أما على الصعيد الأميركي، فقد أشار سليم بريك، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المفتوحة والخبير بالشؤون الإسرائيلية، إلى أن هناك قلقا أميركيا بكل ما يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل وكذا الغضب الجامح ضد حكومة بنيامين نتنياهو، ولكن هناك اختلاف بينهما فيما يخص الشأن الإيراني، فأميركا ينصب اهتمامها على الملف النووي في إيران، بينما تهتم إسرائيل أكثر بتغلغل طهران في شؤون الشرق الأوسط في سوريا ولبنان، ونفوذها الإقليمي.
وفيما يتصل بنتائج غارة إسرائيلية سابقة ضربت ريف دمشق فجر الجمعة، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل أحد مستشاريه العسكريين، هو النقيب مقداد مهقاني، بحسب الحرس، بعد إصابته بجروح في تلك الغارة التي أودت كذلك بحياة مستشار إيراني آخر. وشدد الحرس الثوري على أن ما سماها “جريمة الكيان الصهيوني المجرم” لن تمر من دون رد.
وفي إسرائيل التي عادة ما تلتزم الصمت في مثل هذه المواقف، قال رئيس الحكومة -الذي يواجه متاعب داخلية جمة وتعقيدات في علاقته بالحليفة واشنطن- إن إسرائيل تكبد الأنظمة التي تؤيد الإرهاب خارج حدودها ثمنا باهظا، وفق تعبيره.
وجاء رد الفعل على مقتل المستشارين، بالغارة الإسرائيلية قرب دمشق فجر الجمعة، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني الذي قال إن دماءهما لن تضيع هدرا وإن بلاده تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.