يظل التسويق متعدد القنوات مفتاحًا لنجاح الحملة. ومع ذلك، مع استمرار تقلص اهتمام المستهلكين، أصبح معرفة القنوات التي يجب استخدامها أمرًا معقدًا بشكل متزايد. يظل إنشاء استراتيجية فعّالة تحديًا أساسيًا لـ 53% من المسوقين الذين ينفذون خطة تسويق متعددة القنوات، وفقًا لتقرير حديث صادر عن Ascend2. يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي (AI) إلى تعقيد أو تبسيط مستقبل التسويق متعدد القنوات.
قال تود ليبو، الرئيس التنفيذي لشركة Ascend2 في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى Marketing Dive: “إن الحفاظ على رسائل العلامة التجارية المتسقة عبر القنوات أمر بالغ الأهمية لبناء هوية علامة تجارية موحدة، مما يعزز من التعرف عليها من قبل العملاء وثقتهم”.
لقد أجرت شركة Ascend2 أبحاثًا حول التسويق متعدد القنوات على مدار عدة سنوات. ويستند أحدث تقرير للشركة إلى استطلاع رأي شمل 365 متخصصًا في التسويق في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الذي بدأ في الثاني عشر من مايو.
مشكلة فعالة للغاية
ورغم أن التسويق متعدد القنوات قد يكون صعباً، فإن أغلب المسوقين يتفقون على ضرورة تحقيق الأولويات الاستراتيجية. ويقول 5% فقط من المتخصصين في التسويق إن التسويق متعدد القنوات لم يساعدهم في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية، في حين يقول 30% إنه كان ناجحاً للغاية، وهي قفزة كبيرة مقارنة بـ 17% أفادوا بنجاح باهر في العام الماضي. ويقول 65% إنه كان ناجحاً إلى حد ما.
تدخل العديد من الأمور في حملة تسويقية متعددة القنوات ناجحة. ومع ذلك، تعد جودة البيانات مؤشرًا رئيسيًا لأداء الحملة. يدرج 52% من المتخصصين في التسويق جودة البيانات كجانب أساسي لحملة تسويقية متعددة المستويات ناجحة، أكثر من أي فئة أخرى. يأتي في المرتبة الثانية القياس الدقيق للأداء، والذي أطلق عليه 50% من المتخصصين في التسويق صفة رئيسية. وجاء في المرتبة الثالثة أتمتة التسويق، والتي أدرجها 37% من المتخصصين كأحد أهم المكونات الناجحة.
“إن جودة البيانات هي السمة الأكثر أهمية لاستراتيجية التسويق متعددة القنوات الناجحة. قد لا يكون الأمر جذابًا أو مثيرًا، لكن تحسين جودة بياناتك أمر ضروري لنجاح استراتيجيتك متعددة القنوات”، كما قال ليبو.
لا يخلو التسويق متعدد القنوات من التحديات التي تتجاوز الحاجة إلى إنشاء استراتيجية فعّالة. وتأتي الميزانية والموارد في المرتبة الثانية بعد إنشاء استراتيجية فعّالة، حيث ذكرها 43% من المحترفين باعتبارها التحدي الأكبر، مقابل 50% في العام السابق. وتعتبر جودة البيانات مصدر قلق كبير بالنسبة لـ 40% من المحترفين، مقابل 38% في العام السابق.
التكتيكات المستقبلية
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عنصرًا أساسيًا في نجاح التسويق متعدد القنوات، حيث قال 55% من المتخصصين في التسويق إنها واحدة من التكتيكات التي كان لها أكبر تأثير على حملاتهم، مقابل 46% في العام الماضي. كما شهد الإعلان الرقمي قفزة، حيث ذكر 41% من المتخصصين أنه له تأثير كبير، مقابل 26%. ومع ذلك، تفقد بعض التكتيكات نفوذها، حيث ذكر 36% أن التسويق عبر البريد الإلكتروني له تأثير كبير في عام 2024، مقابل 45% قبل عام.
“إن مكانة وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها التكتيك الأفضل في عام 2024 تؤكد على دورها الحاسم في استراتيجيات التسويق متعدد القنوات. إن انتشارها الواسع وقدرتها على إشراك الجماهير في الوقت الفعلي وميزات الاستهداف القوية تمكن العلامات التجارية من التواصل بشكل فعال مع جماهيرها وتعزيز التفاعلات ذات المغزى”، كما قال ليبو.
بالنظر إلى المستقبل، يعتبر 70% من المتخصصين في التسويق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أهم الاتجاهات أو التقنيات الناشئة التي سيكون لها تأثير على التسويق متعدد القنوات في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة. وجاءت برامج الدردشة والتسويق التفاعلي في المرتبة الثانية بنسبة 45%.
وقال ليبو: “إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من بيانات العملاء يمكن أن تعزز جودة الرؤى، مما يؤدي إلى استراتيجيات تسويقية أكثر تخصيصًا وتنبؤًا تعمل على تعزيز معدلات المشاركة والتحويل. وعلاوة على ذلك، فإن دمج الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل برامج الدردشة ومحركات التوصية من شأنه أن يبسط تفاعلات العملاء، مما يوفر تجارب مخصصة في الوقت الفعلي عبر قنوات متعددة، وبالتالي تحسين فعالية التسويق بشكل عام”.