نقل تقرير نشره موقع تسارغراد الروسي (Tsargrad) عن مصادر غربية أن السلطات الكازاخية تعتزم -ابتداء من الشهر المقبل- منع الاستيراد الموازي إلى روسيا، وعدم مساعدة موسكو على الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، وتحدث عن حثّ الغرب لكازاخستان على ذلك.
ويقول التقرير إن الحفاظ على الروابط التجارية مع روسيا والغرب في آن واحد يخدم مصالح أستانا، لكن الجهات الغربية تريد من كازاخستان اختيار طرف واحد.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار كازاخستان بداية العام الجاري، بعد يوم من إغلاق كازاخستان مكتبها التجاري في موسكو. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، شدد بلينكن -في لقاء جمعه مع وزراء خارجية دول آسيا الوسطى- على ضرورة الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا، وتلا هذا الاجتماع إلغاء هذه الدول -التي ينتمي أغلبها إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي- معاملاتها مع البنوك الروسية التي طالتها العقوبات.
تقدير كازاخي للدعم الأميركي
واستمر التقرير يقول إنه في نهاية فبراير/شباط المنصرم، عُقد اجتماع بين بلينكن والرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف لم يُكشف عن فحواه للرأي العام، لكن خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء أعرب توكاييف عن تقديره للدعم المستمر والثابت الذي تقدمه الولايات المتحدة للحفاظ على استقلال ووحدة أراضي بلاده وسيادتها.
وقال إن كازاخستان استقبلت كذلك وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الذي تطرق إلى كيفية تقليص التأثير السلبي للصراع في أوكرانيا على اقتصاد كازاخستان، والبحث عن طرق بديلة لتصدير جميع المنتجات الكازاخية دون المرور عبر الأراضي الروسية.
كازاخستان تدعم أوكرانيا
وخلال اجتماع مع خافيير كولومينا نائب الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، أكد النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخي التزام أستانا بتعزيز العلاقات مع الحلف، مشيرا إلى عدم دعم بلاده موسكو في العملية العسكرية بأوكرانيا، قائلا إن بلاده تدافع عن مبدأ وحدة الأراضي وتلتزم بأحكام ميثاق الأمم المتحدة، كما تحدث عن تقديم بلاده المساعدة لأوكرانيا عن طريق توفير المنتجات النفطية والمحولات والأدوية ومولدات الطاقة.
وفي تصريح له لهيئة الإذاعة اليابانية، قال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية كازاخستان مختار تلوبيردي إن بلاده لن تنضم إلى العقوبات المفروضة على روسيا، غير أنها تلتزم بمبدأ عدم استخدامها من قبل مختلف الشركات للالتفاف على العقوبات، مؤكدا في ذات الوقت على الحفاظ على الروابط الحالية التي تجمع بين موسكو وأستانا.
قلق كازاخستان
وذكر التقرير أن تصرفات روسيا داخل الأراضي الأوكرانية تقض مضجع الكازاخيين، وهو ما يفسر إلقاء السلطات الكازاخية بالنشطاء الاجتماعيين الروس في كازاخستان بالسجن، بسبب منشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي حول إمكانية تكرار سيناريو القرم داخل كازاخستان.
وأورد التقرير أن الولايات المتحدة تعهدت بتخصيص مبلغ 25 مليون دولار هذا العام في إطار مبادرة الاستدامة الاقتصادية لآسيا الوسطى، وهو ما يفسر طاعة دول آسيا الوسطى لواشنطن والعمل على نيل رضاها وبحث كازاخستان عن طرق بديلة لتصدير منتجاتها.
طرق غير مجدية
وفيما يتعلق بعثور كازاخستان على طرق بديلة تتجاوز روسيا، يقول التقرير إن هذه الطريقة غير مجدية وتكبدها العديد من الخسائر.
وأضاف أن روسيا من جهتها، تأمل في أن تقتصر مكافحة كازاخستان الاستيراد الموازي على الشعارات والتصريحات، وتستمر في معاملاتها، وترى أنه بإمكان كازاخستان تطبيق جميع ما تمليه عليها الأجندة الغربية والبحث عن “طرق بديلة” دون تكبد خسائر جسيمة.
وأشار إلى أن الكازاخيين يعملون على التغلب على الاعتبارات الاقتصادية التي تمنع بلادهم من السير على خطى أوكرانيا، وهو الواقع الذي تتغاضى عنه موسكو رغبة منها في عدم تكرار السيناريو الأوكراني.