حاولت مجلة نيوزويك الأميركية (Newsweek) التكهن بمكان الهجوم الأوكراني في هذا الربيع على القوات الروسية في أراضيها، قائلة إن كييف تخطط لذلك، وإن المدونين العسكريين الروس والصحفيين يحاولون تخمين موقع هذا الهجوم.
وقالت في تقرير لها إنه مع اقتراب هجوم روسيا الشرقي الاستنزافي من ذروته، يتحول الانتباه مرة أخرى إلى هجوم الربيع المضاد المخطط له من أوكرانيا، والذي تأمل كييف وشركاؤها الأجانب أن يؤدي إلى انهيار الخطوط الروسية وتحرير جزء كبير آخر من الأراضي المحتلة.
وذكرت أن المراقبين يتكهنون بأن أوكرانيا قد تتطلع لشن هجوم في الجنوب حول زاباروجيا، أو تسعى لاستعادة أجزاء من منطقة دونباس الشرقية.
حشود أوكرانية في زاباروجيا
ونقلت عن وكالة أنباء تاس الحكومية الروسية أمس الاثنين أن كييف حشدت حوالي 75 ألف جندي على جبهة زاباروجيا جنوب البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، أشار تقرير آخر لوكالة تاس إلى تركيز متزايد للمدفعية الأوكرانية على جبهة دونباس الشرقية، حيث قد تنظر أوكرانيا أيضا في شنّ هجومها المضاد بعد شهور من الدفاع ضد الهجمات الروسية.
وقال تقرير نيوزويك إن القادة الأوكرانيين يتحفظون بشأن نواياهم، على الرغم من أنهم أوضحوا أن هجوم الربيع المضاد وشيك، ومن المحتمل أن يُدعم من قبل وفرة جديدة من دبابات القتال الرئيسية الغربية وغيرها من المركبات المدرعة التي تصل إلى البلاد.
هل تكرر كييف تضليلها للروس؟
وأضاف تقرير المجلة الأميركية أن القيادة العسكرية الأوكرانية أثبتت أنها بارعة في إخفاء نواياها. ونقل عن مارك فويغر الباحث غير المقيم في مركز التحليل الأوروبي بواشنطن، قوله إنه يتوقع من هذه القيادة أن تكرر عملية تضليل مماثلة، “سيتعين عليهم تكرار ما فعلوه في الخريف بنجاح. هذا أمر بالغ الأهمية، لكن الكثير من التوقعات والمناقشات حول الهجوم المخطط له يعني أن هذا سيكون صعبا”.
وقال التقرير إن الهجوم الأوكراني في منطقة دونباس محفوف بالمخاطر، على الرغم من أنه ربما يكون أقل خطورة إذا كانت الوحدات الروسية هناك قد تدهورت بدرجة كافية بسبب القتال في النقاط الساخنة، مثل باخموت وكريمينا وأفدييفكا وسفاتوف.
هل يكون قريبا من القرم؟
وفي الجنوب، يؤكد التقرير أن الهجمات الناجحة من خيرسون أو زاباروجيا أو كليهما ستعرّض شبه جزيرة القرم للخطر، وتهدد الجسر البري من شبه الجزيرة المحتلة إلى الحدود الروسية الغربية عبر ماريوبول المحتلة والمدمرة. وستكون ميليتوبول، التي تقع جنوب خط جبهة زاباروجيا، هدفا رئيسيا لأي هجوم أوكراني في المنطقة.
وبشأن توقيت الهجوم المنتظر، قالت نيوزويك إن كييف تحافظ على سرية أوراقها، على الرغم من أنه يبدو أن القادة الأوكرانيين قرروا الانتظار لشنّ هجومهم المضاد حتى تصبح الأسلحة الغربية الجديدة والقوات المدربة من قبل الناتو جاهزة للقتال.
ونقلت عن محلل المخاطر المقيم في بريطانيا والمتخصص في روسيا وأوكرانيا أليكس كوكشاروف، قوله إن الضربات العميقة ضد الشبكات اللوجستية الروسية ستكون مؤشرا على متى وأين قد يتم الهجوم المضاد، “هذا ما لاحظناه العام الماضي في هجوم خاركيف المضاد، ثم في الهجوم على خيرسون”.