حذر مقال بمجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية من أن قرارا صينيا بتزويد روسيا بأسلحة سيغير العالم، نظرا لأن بكين وحدها هي التي تمتلك المخزونات والقدرة الصناعية لتعويض خسائر موسكو المدمرة من المعدات في حربها على أوكرانيا.
والأسوأ هو أن ذلك سيساعد في تعزيز تحالف روسي صيني يقف ضد المصالح الغربية، حسب ما يقول كاتب المقال ريتشارد أبو العافية العضو المنتدب في “إيرو داينامكس” (AeroDynamicx)، وهي شركة استشارية لإدارة صناعة الطيران والدفاع.
وأشار الخبير إلى تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء غربيين آخرين للقيادة الصينية من أن توفير التقنيات ذات القدرة الفتاكة لروسيا، بالإضافة إلى المساعدات الأخرى المقدمة بالفعل، ستكون له عواقب وخيمة.
وعلق بأن لدى الغرب بالفعل بعض النفوذ، إذ يتمثل أحد الخيارات في شل صناعة الطائرات التجارية في الصين، وبالتالي توجيه ضربة ضد تطلعات بكين الاقتصادية والتقنية والمتعلقة بالنقل. وأضاف أنها ستكون ضربة كبيرة لمكانة الرئيس الصيني شي جين بينغ أيضا، بما أنه جعل الاكتفاء الذاتي التقني أولوية رئيسية للبلاد.
يوم الحساب
ولفت أبو العافية إلى أن قطاع الطيران ليس مجرد مسألة فخر للصين، بل هو أساس بنيتها التحتية ووسيلة نقل أساسية لكم هائل من الطبقة المتوسطة الصينية.
ووفقا للبنك الدولي، فقد نمت حركة الركاب الجوية في الصين بأكثر من 10 أضعاف بين عامي 2000 و2019، أي من 62 مليون مسافر إلى 660 مليونا.
وهذا النمو الهائل في أعداد الركاب جعل الصين زبونا رئيسيا للطائرات الغربية الصنع؛ إذ تشير الأرقام التي أبلغت عنها الشركات المصنعة أن الصين استحوذت على 2% من الإنتاج العالمي للطائرات. وعام 2018، وهو عام الذروة للواردات، استحوذت على 23% من الإنتاج العالمي للطائرات.
ويرى خبير صناعة الطيران أن قرارا غربيا بتجويع مؤسسة الطائرات التجارية الصينية “كوماك” (COMAC) من المكونات اللازمة لطائراتها الكبيرة سيكون محرجا جدا لبكين.
وأضاف أن قتل برامجها لتطوير هذه الصناعة قد يؤدي إلى أكثر من عدة مليارات من التكاليف الثابتة، وسيعني ذلك أيضا أنه لن يكون أمام الصين خيار سوى الاستمرار في استيراد الطائرات الغربية من “إيرباص” (Airbus) و”بوينغ” (Boeing).
وخلص الخبير -في ختام مقاله- إلى أن المسؤولين الصينيين سيواجهون بذلك وضعا صعبا بعد أن تنكشف سياسات الاكتفاء الذاتي تحت شعار “صنع في الصين” لعام 2025، التي تبناها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكانت نتائجها محدودة للغاية.
وأضاف أنه سيكون أمام الصين خيار بسيط؛ هو إعادة التفكير في بيع الأسلحة لروسيا أو الاعتراف بأن خطط صناعة طيران وطنية تقوم بنفسها لا يمكن الدفاع عنها، على الأقل خلال 12 إلى 15 عاما القادمة.