ما هي صلاة التهجد وأراء الفقهاء فيها
قال تعالى :(ومن ألليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)
نقرأ في هذا البحث
- معنى صلاة التهجد
- كيفيتها وعدد ركعاتها
- وقتها
- فشائلها
تعريف صلاة التهجد : صلاة التهجد هي كل صلاة سوى المفروضة يؤديها المسلم لربه في جوف الليل وبعد أن ينام قليلا ثم يستيقظ ليناجي ربه ويصلي ويدعوه. وهذه الصلاة مسنونة في حق المسلمين وليست مفروضة وقد أثنى الله على المتهجدين فقال :(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا).ما هي صلاة التهجد وأراء الفقهاء فيها
كيف تؤدى صلاة التهجد وكم عدد ركعاتها
صلاة التهجد ليس لها عدد محدد ومقيد من الركعات فهي قربة يتقرب بها العبد من ربه حسب همته ونشاطه ، لكن نقل وأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه صلاها إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة سوى ركعتي الفجر ، ولم ينقل أنه زاد على ذلك سواء في رمضان أو غير.
ومع ذلك فالأمر فيه سعة ويستطيع المصلى أن يزيد أو ينقص من عدد الركعات.
أما بالنسبة لكيفية آدائها فتصلى مثنى أي ركعتين يسلم على رأس كل ركعتين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) ويمكن أن تصلى أربع ركعات دفعة واحدة يسلم في الرابعة.ما هي صلاة التهجد وأراء الفقهاء فيها
وقت صلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجُّد من بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمرّ وقتها إلى آخر الليل، و أفضل وقت تؤدى فيه صلاة التهجُّد هو آخر الليل جوف الليل الآخر قبيل الفجر أي الثلث الأخير من الليل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ).
والفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل أن التهجد يكون بعد النوم قليلا وعليه يتفق التهجد مع قيام الليل في كونهما يكونان من بعد صلاة العشاء إلا أن التهجد يكون بعد نوم بخلاف قيام الليل.
فضل صلاة التهجد
صلاة التهجد شعار ودأب الصالحين، كيف لا فهي ممحاة ومكفرة للذنوب والآثام، ومن أعظم القربات إلى الله، إضافة إلى أنها تنهى عن الإثم، قال رسول الله ﷺ في الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
(عليكم بقيام الليل ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ.}.
من أهم فضائل التهجد أن الله أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ﷺ، ققال :
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )
وفي التفاسير أن الله فرض التهجد على النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته فهو في حقة فرض
ومندوب في حق أمته.
ومن فضائل فقيامالتهجد في الليل أنه سبب لمغفرة الذنوب والخطايا.
هوكما أنه أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة. قال رسول الله ﷺ:
{أفضلُ الصلاةِ بعدَ المكتوبةِ الصلاةُ في جوْفِ الليلِ} صححه
يكفي المتهجدين شرفا وأحرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
{ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا حين يبقَى ثلثُ اللَّيلِ الآخرِ فيقولُ مَن يَدعوني فأستجيبَ له ومَن
يسألُني فأعطيَه ومَن يستغفرُني فأغفرَ له}
من فضائل التهجد أيضآ أن المتهجدين هم أهل ذكر، وليسوا أهل غفلة، وقد قال الله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ
اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
وقد أكد النبي النبي -صلى الله عليه وسلّم على هذا المعنى فقال -: “من اسْتَيْقَظَ من اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ
امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جميعًا كُتِبَا من ة الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ”. وصححه ابن حبان.
أهل التهجد هم أهل الرحمات المتنزلة من الله تعالى ولهم نصيبهم وحظهم منها فها هو النبي صلى
الله عليه وسلم يدعو بالرحمة لأهل التهجد والقيام فقد جاء في الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “رَحِمَ اللهٌ رَجُلاً قامَ من اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ
نَضَحَ في وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ الله امْرَأَةً قَامَتْ من اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ في
وَجْهِهِ الْمَاءَ”..